Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 196 (The Command to Carry out Judgment)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠

الجزء ٢.٧ - عودة المَسِيْح بحسب رؤى الرَّسُوْل يُوْحَنَّا عن آخر الزَّمان (رؤيا ١٩: ١١- ٢١)٠

٢- انتصار المَسِيْح على ضدِّ المَسِيْح وجيشه (رؤيا ١٩: ١٧- ٢١)٠


رؤيا يوحنا اللاهوتي ١٩: ١٧- ٢١

١٧ وَرَأَيْتُ مَلاَكًا وَاحِدًا وَاقِفًا فِي الشَّمْسِ فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً لِجَمِيعِ الطُّيُورِ الطَّائِرَةِ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ هَلُمَّ اجْتَمِعِي إِلَى عَشَاءِ الإِلَهِ الْعَظِيمِ، لِكَيْ تَأْكُلِي لُحُومَ مُلُوكٍ وَلُحُومَ قُوَّادٍ وَلُحُومَ أَقْوِيَاءَ وَلُحُومَ خَيْلٍ وَالْجَالِسِينَ عَلَيْهَا وَلُحُومَ الْكُلِّ حُرًّا وَعَبْدًا صَغِيرًا وَكَبِيرًا، وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ، فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ الصَّانِعُ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ وَطُرِحَ الاِثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ

أنَّى للنَّملة أن تجازف بمهاجمة فيلٍ؟ أنَّى للنِّمْنِمَة أن تغلب نسراً؟ إنَّ نتيجة معركةٍ كهذه محسومةٌ سلفاً قبل أن تبدأ. القدير وحده هو القدير. الخليقة كلُّها محسوبةٌ أمامه كنقطٍ متبخِّرةٍ في سطلٍ مُفرَغ٠

لم يسمع يُوْحَنَّا عن المكان الذي تدور فيه المعركة بين السَّماء وجَهَنَّم، بين ابن الله وابن الشَّيْطَان. ويرى بعض المفسِّرين أنَّه هرمجدُّون، تلَّة مَجَدُّون مع جبل الكرمل في الخلف ووادي جزريل في الأمام. في هذا المعبر للطُّرق العسكريَّة في القَدِيْم مِن الشَّرق إلى الغرب ومِن الشِّمال إلى الجنوب اتَّخذت أحكام دينونة متعدِّدة لله شكل معارك (هوشع ١٢: ١، ٢١؛ ١٧: ١١؛ قضاة ٥: ١٩- ٢٠؛ ١ ملوك ٩: ١٥؛ ٢ ملوك ٩: ٢٧؛ ٢٣: ٢٩- ٣٠؛ زكريَّا ١٢: ١٠- ١١؛ رؤيا ١٦: ١٣- ١٤، ١٦؛ وغيرها مِن الآيات). ولكنَّ يُوْحَنَّا لم يُسمِّ أيَّ مكانٍ معيَّنٍ لهذه المعركة الفاصلة٠

إظهار هزيمة الثَّالُوْث الشَّيْطَاني حتَّى قبل المعركة: الملاك الذي في الشَّمس، رسولٌ آتٍ مِن مجد الله، دعا جميع النُّسور الحائمة فِيْ السَّمَاءِ إلى الاجتماع لتأكل جثثاً لا تُحصَى، حتَّى قبل أن تبدأ المعركة الحاسمة٠

يتحدَّث الكتاب المقدَّس مرَّاتٍ عديدةً عن موتٍ جماعيٍّ لأعداء الله. عندما صلَّى حزقيا إلى ربِّ الجنود، في الضيقة العظمى لأُوْرُشَلِيْم التي كانت حِيْنَئِذٍ محاصرةً بالجيوش، قتل ملاك الرَّب مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلْفٍ وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفاً كلّهم في ليلةٍ واحدةٍ، بالطَّاعون احتمالاً. وفي صباح اليوم التَّالي كان المعسكر بأكمله مملوءاً جثثاً ميتةً (إِشَعْيَاء ٣٧: ١٦- ٢٠، ٣٦)٠

رأى يَسُوْع نفسُه في روحه الميدان العظيم وجثث أعدائه وقت مجيئه والنُّسور المحلِّقة، فقال: "حَيْثُ تَكُونُ الْجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ" (متَّى ٢٤: ٢٨؛ لوقا ١٧: ٣٧)٠

وفي رسالة يهوذا أخي يَسُوْع (متَّى ١٣: ٥٥؛ مرقس ٦: ٣؛ يُوْحَنَّا ٧: ١- ٥؛ أَعْمَال الرُّسُلِ ١: ١٤؛ ١ كُوْرِِنْثُوْس ٩: ٥) نقرأ ما يلي: هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ ١٥ لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ. (يهوذا ١: ١٤- ١٥)٠

في سفر الرُّؤْيَا دعا ملاك الرَّب من الشَّمس السَّاطعة النُّسور لتأكل لحوم ملوكٍ وقادةٍ ورؤساء، لحوم أناسٍ أحرار وعبيد، حيث إنَّهم كلَّهم معاً مضلَّلون وممسوسون ومتمرِّدون وقد فكَّروا بمحاربة القدير مباشرةً (رؤيا ٦: ١٥؛ ١٣: ١٦). وسمَّى الملاك كارثة الخراب الآتي "عشاء الإله العظيم"، الوليمة الجنائزية لجميع الطُّيور الكاسرة آكلة الجيف في وسط السَّماء٠

رأى يُوْحَنَّا الرَّائي في هذه الرُّؤْيَا بوضوحٍ شخص ضدِّ المَسِيْح، رجل صائر وحشاً مع ملوكه العشرة الذين جرَّدوا بقسوةٍ بابل العاهرة مِن قوَّتها وحطَّموها. و"نجاحهم" الواضح هذا حثَّ ملوكاً آخرين عَلَى الأَرْضِ على الذَّهاب معهم إلى المعركة الأخيرة ضدَّ ابن الله لينالوا حصَّتهم مِن الغنائم الضَّخمة. فحشدوا جيوشهم ووحداتٍ خاصَّةً ليشنُّوا الحرب بشكلٍ مدروسٍ على الرَّب الآتي، لأنَّهم علموا وصدَّقوا أنَّ الرَّب آتٍ، هذا السِّر الذي كانوا قد استخرجوه بواسطة تعذيب أتباعه قبل قتلهم٠

مجيء المَسِيْح الثَّاني كمنتصرٍ: فجأةً ظهر الدَّيان الإلهيُّ، ربُّ الأرباب، راكباً على فرسٍ أبيض مع أجناده وملائكته كونهم شهود عيان. ولقهر الأعداء المدجَّجين بالسِّلاح استعداداً للهجوم، كان كافياً للرَّب القدُّوس أن ينظر إليهم بعينيه المشعَّتين كلهيب نارٍ. فاخترقت نظرته أعماق قلب كلِّ واحدٍ ووبَّخت للتَّو كلَّ فكرٍ مِن أفكارهم الشِّريرة، وأبكمت ألسنتهم. إذا كان يُوْحَنَّا الرَّسُوْل، حين رأى ربَّه وديَّانه المجيد، قد سقط عَلَى الأَرْضِ مثل ميتٍ، فكم بالحري سيرتعب أعداء ابن الله عند مجيئه الثَّاني! إنَّ الظُّهور المنظور للرَّب قادرٌ وحده على تحقيق الانتصار الحاسم في المعركة٠

لا يصف سفر الرُّؤْيَا المعركة بالتَّفصيل. ولعلَّ إحدى نبوءات زكريا تتحقَّق هنا، وهو يصف في رؤيا مرعبةٍ معركةً شبيهةً بضربةٍ نوويَّةٍ محدودةٍ بتأثير قنبلةٍ نيوترونيَّةٍٍ٠

وَهَذِهِ تَكُونُ الضَّرْبَةُ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الرَّبُّ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَجَنَّدُوا عَلَى أُوْرُشَلِيْم. لَحْمُهُمْ يَذُوبُ وَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ, وَعُيُونُهُمْ تَذُوبُ فِي أَوْقَابِهَا, وَلِسَانُهُمْ يَذُوبُ فِي فَمِهِمْ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ اضْطِرَاباً عَظِيماً مِنَ الرَّبِّ يَحْدُثُ فِيهِمْ, فَيُمْسِكُ الرَّجُلُ بِيَدِ قَرِيبِهِ وَتَعْلُو يَدُهُ عَلَى يَدِ قَرِيبِهِ... وَكَذَا تَكُونُ ضَرْبَةُ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْجِمَالِ وَالْحَمِيرِ وَكُلِّ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَكُونُ فِي هَذِهِ الْمَحَالِّ. كَهَذِهِ الضَّرْبَةِ (زكريَّا ١٤: ١٢- ١٥؛ قارن إرميا ٢٥: ٣٠- ٣٨؛ زكريَّا ١٤: ٣- ٥ وآيات أخرى غيرها)٠

سيكون ضدّ المَسِيْح ووزير إعلامه، النَّبي الكذَّاب، قد حاولا بالقوَّة والعنف حتَّى وقت هذه المعركة أن يحكما العالم مِن أُوْرُشَلِيْم. ولكن مع النَّجاح الظَّاهري كلِّه لن يجدا، لا هما ولا أتباعهما، راحةً داخليَّةً لا في هذا العالم ولا في العالم الآخَر. ولأنَّ الرُّوْح الذي فيهم هو روحٌ متمرِّدٌ مجدِّفٌ على الله وحَمَله لاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلاً لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ (رؤيا ١٤: ١١)٠

سيملأ الرُّوْح النَّجس مِن العمق الجماهير الشِّريرة بالتَّعصُّب ويُحرِّضها على حَمَل اللهِ، متحدِّي الوحش، فيحاولون في عماهم أن يُهلكوا الرَّب الآتي. ولكنَّ الرُّوْح الشِّرير يعلم جيِّداً أنَّه قد دين وسيُدان إلى الأبد (مرقس ١: ٢٤- ٢٧؛ لوقا ١٠: ١٨؛ يُوْحَنَّا ١٢: ٣١؛ ١٦: ١١؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٢: ١٤؛ ١ يُوْحَنَّا ٣: ٨؛ وآيات أخرى).

القبض على ضدِّ المَسِيْح ونبيِّه وإدانتهما: في رؤيا يُوْحَنَّا لا نقرأ شيئاً تقريباً عن اصطدام أجناد السَّماء بأجناد جَهَنَّم. ولا نعلم سوى أنَّ ضدَّ المَسِيْح ونبيَّه الكذَّاب يؤسران فجأةً بدون ضربةٍ كفٍّ وبدون مقاومةٍ. وجميع المعجزات الرَّائعة التي صنعها النَّبي كساحرٍ تبدو شعوذةً ودجلاً القصد النهائي منها هو تضليل الجماهير. ولا تُخبرنا رؤيا يُوْحَنَّا أيضاً عن هويَّة مَن يقبض على ابن الشِّرير ودجَّاله صاحب النُّفوذ. ولعلَّ الملاك غير المسمَّى هو الذي يُقيِّد ابن الشِّرير ورفيقه تلبيةً لإشارةٍ مِن الرَّب٠

بحسب إعلان المَسِيْح ليُوْحَنَّا، لا يقتل المخلِّصُ الآتي ضدَّ المَسِيْح (الوحش)، لا بنفخة فمه (٢ تَسَالُوْنِيْكِي ٢: ٨) ولا بحدِّ سيفه الدَّيان، بل يأمر ملاكاً أن يقيِّده ويطرحه في العذاب الأبديِّ. هناك ينبغي أن يتألَّم مع ساحره ضعف (رؤيا ١٨: ٦) ما قد ألحقوه مِن أذى بأجساد ونفوس وأرواح ملايين الشُّهداء الذين ثبتوا أمناء لحَمَل اللهِ٠

لن يكون العقاب الذي يصبُّه يَسُوْع على القادة المسؤولين عن التَّمرد العالمي في شكل موتٍ جسديٍّ، بل بالحريِّ في الموت الثَّاني حيث يكون المرء في حالة الموت باستمرارٍ، ولكنَّه لا يقدر أن يموت (رؤيا ١: ١٨؛ ٩: ٦؛ ٢٠: ١٤؛ ٢١: ٨). وهذا الموت الثَّاني هو نقيض الموت الأوَّل، الموت الجسدي (١ كُوْرِِنْثُوْس ١٥: ٢٦؛ ٥٤- ٥٥؛ رؤيا ٢١: ٤) ليس عدوّاً لله، بل هو عقوبةٌ عادلةٌ (متَّى ٢٥: ٤١) يتحدَّث يَسُوْع عنها في الأناجيل بجدِّيةٍ، مثلاً "سيكون هناك بكاءٌ (شديدٌ) وصرير أسنانٍ" (متَّى ٨: ١٢؛ ١٣: ٤٢، ٥٠؛ ٢٢: ١٣؛ ٢٤: ٥١؛ ٢٥: ٣٠)"،.."حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ (مرقس ٩: ٤٨؛ قارن متَّى ٣: ١٠- ١٢؛ ٥: ٢٢؛ ٢٩- ٣٠؛ ٧: ١٩؛ ١٠: ٢٨؛ ١٣: ٣٠، ٤٢، ٥٠؛ ١٨: ٨- ٩؛ ٢٥: ٤١). بالإضافة إلى ذلك تتلوَّث الأجواء بالكبريت والدُّخان على نحوٍ خانقٍ (رؤيا ١٤: ١٠- ١١؛ ١٩: ٢٠؛ ٢٠: ١٠: ٢١: ٨)٠

برُّ المَسِيْح: برُّ المَسِيْح ودينونته أساسيَّان ومقدَّسان ولا عيب فيهما. ولا بدَّ لكلِّ مَن لميقبل التَّبرير الممنوح بواسطة دم المَسِيْح ولا يعيش كلِّيةً مِن حقِّ المغفرة مِن أن يُدان ويُعاقب بحسب أعماله وأقواله وأفكاره (متَّى ١٢: ٣٦- ٣٧؛ يُوْحَنَّا ٥: ٢٩؛ رومية ٢: ٦، ١٦؛ ٢ كُوْرِِنْثُوْس ٥: ١٠ وغيرها)٠

وكلُّ مَن يُنكر موت المَسِيْح الفدائي ذبيحةً عنَّا أو يهزأ به يصبح محكوماً عليه بالموت الثَّاني (متَّى ٢٥: ٤١؛ يُوْحَنَّا ٣: ١٨: رؤيا ٢١: ٨ وغيرها)٠

بصلب يَسُوْع وحده ننال الحياة الأبديَّة. هو ينبوع الحياة المتدفِّق، هو الشَّريعة التي لا تتغيَّر. المَسِيْح هو الطَّريق الوحيد، لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي (يُوْحَنَّا ١٤: ٦). وهذا ينطبق ليس فقط على جميع النَّاس مِن الأمم النَّجسة، بل على جميع اليهود والمسلمين أيضاً. ليس ثمَّة أيُّ بابٍ مفتوحٍ لله بمعزلٍ عن صليب المَسِيْح (١ كُوْرِِنْثُوْس ١: ١٨؛ ٢٣- ٢٤؛ ٢ كُوْرِِنْثُوْس ٥: ١٩- ٢١؛ غَلاَطِيَّة ٥: ١١ وغيرها). وحيثما يتطوَّر رفض المَسِيْح إلى حالةٍ مضادَّةٍ للمَسِيْحيَّة، كما يبدو الحال في الشَّرق الأوسط بوضوحٍ، هناك ستأتي الدَّيْنُوْنَة حتماً ولا مفرَّ منها٠

عندما يقف أجناد السَّماء وأجناد جَهَنَّم مقابل بعضهم البعض في المعركة الفاصلة الأخيرة، سيكون الدَّليل المثير على حجج أضداد المَسِيْح وأتباعهم الكاذبة هو ثوب الرَّاكب على فرسٍ أبيض الملوَّن بحمرة دم ذبيحته (يُوْحَنَّا ١٩: ١- ٥). إنَّ ثوب يَسُوْع المَسِيْح هذا المغموس بدم ذبيحته سيدحض كلَّ ناقدٍ وكلَّ تهمةٍ ضدَّ دينونة الله، وستُدرك جَهَنَّم فوراً إثمها وتُلعن بواسطته. وبدون أيِّ كلامٍ يتكلَّم دم يَسُوْع المَسِيْح بصوتٍ مرتفعٍ يسمعه الأصمُّ. قد تمَّ الخلاص. يَسُوْع المَسِيْح هو ملك الملوك ورئيس الكهنة الذي قدَّم ذاته قرباناً. هو أيضاً كلمة الله الذي شهد له بأمانةٍ. إنَّ حضور الرَّاكب على فرسٍ أبيض متسربلاً بثوبٍ مغموسٍ بالدَّم هو الذي سيحسم المعركة الأخيرة بدون أيِّ قتالٍ أو كلامٍ. ودم يَسُوْع المَسِيْح ينتصر على قوَّة ضدِّ المَسِيْح وأتباعه الكاذبة٠

كلمة المَسِيْح ستُنهي المعركة: لقد حرَّض ضدُّ المَسِيْح النَّاس على الوقاحة. وفي مستنقع المذهب الإنساني خنق توبة الأفراد وكذلك النَّاس جميعاً. ولكن مَن يرفض حَمَل اللهِ غير تائبٍ قد دين (يُوْحَنَّا ٣: ١٨، ٣٦؛ ١٥: ٢٢، ٢٤؛ ١٦: ٩ غيرها). وحدهم الذين يدينون أنفسهم مسبقاً مع جميع نيَّاتهم ورغباتهم، أقوالهم وأفعالهم إضافةً إلى امتعاضهم مِن الله بالسَّيف الماضي ذي الحدَّين الخارج مِن فم المَسِيْح، ويحيون مِن نعمة المَسِيْح الممنوحة، لا يدخلون الدَّيْنُوْنَة، بل يبقون واقفين إلى جانب المنتصر٠

ستُدان جيوش ضدِّ المَسِيْح الهائلة وتُطعَن وتُقتَل بكلمةٍ واحدةٍ للمَسِيْح تخرج مِن فمه كالسَّيف. إنَّ كلمة الرَّاكب على فرسٍ أبيض تشفي وتُخلِّص الذين يُحبُّونه ويثقون به. ولكنَّ الكلمة نفسها ستقتل وتدين كلَّ مَن يبغضه (خروج ٢٠: ٥- ٦؛ متَّى ١٨: ١٨؛ ٢٥: ٣٤، ٤١؛ يُوْحَنَّا ٢٠: ٢١- ٢٣ وغيرها)٠

إنَّ أجناد الشِّرير ملوَّثون وفاسدون وممسوسون بروح الشَّيْطَان. وإذ إنَّهم لا يريدون أن يتوبوا بعد لا بدَّ مِن قتلهم. ليس الملائكة هم الذين سيخنقونهم أو يُسمِّمونهم بالغاز، بل السَّيف الخارج مِن فم الفارس الجالس على الفرس الأبيض والمتسربل بثوبٍ أحمر بلون الدَّم. الحَمَل مُخلِّصٌ وملكٌ وديَّانٌ على حدٍّ سواء (صَفَنْيَا ١: ١٤- ١٨) والقدِّيسون والأبرار والمدعوُّون والملائكة هم شهود قدرته الكلِّية٠

صلاةٌ: نسجد لك يا يَسُوْع المَسِيْح. أنت حَمَل اللهِ والمنتصر البارّ. ساعدنا على أن نضع ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا كلِّياً تحت محبتك وغفرانك، وأن نوجد دائماً إلى جانبك، إلى جانب المنتصر. خلص أقربائنا وزملاؤنا ليتوبوا ويقبلوا خلاصك شاكرين حامدين. آمين٠

:سؤال

٢٣٦. لماذا سيبيد مجد المسيح تلقائيا رافضيه التابعين الدجال؟


٣. طائرٌ صغيرٌ جدّاً

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 25, 2012, at 11:20 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)