Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 158 (The Harlot Close Up)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠

الجزء ١.٦ - دينونة الله لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١- ١٨: ٢٤)٠

٢- صورةٌ مقرَّبةٌ لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ٣- ٦)٠


كأس الرِّجْس الذَّهبيَّة ( ٤): رأى الشَّيْخ الجَلِيْل يوحنَّا في رؤياه كأساً ذهبيَّةً في يد المرأة المنتشية بالحبِّ والتي كانت لها علاقاتٌ بالأمراء والملوك والرُّؤساء والحُكَّام (رؤيا ١٧: ٤). تمدُّ المرأة الجالسة على الوحش القرمزيِّ كأسها الذَّهبية المزخرَفَة إلى أعظم النَّاس نفوذاً في العالم كي يشربوا منها فيتأثَّروا ويسكروا بروحها٠

ولكن كلّ مَن ينظر إلى داخل هذه الكأس المتقنَة الصُّنع والبارعة الجمال سيُصاب بالصَّدمة والاشمئزاز، لأنَّ فيها يزحف ويدبُّ كلُّ شكلٍ مِن أشكال الرّجاسات والنَّجاسات. يصف يوحنَّا باشمئزازٍ هذا التَّباين الفظيع، مثلما قال الرَّب يسوع للفريسيين: خَارِجُ الْكَأْسِ نقيٌّ, وَأَمَّا الدَّاخلُ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثا (لوقا ١١: ٣٩)٠

يُطرَح مرَّةً تلو الأخرى السُّؤال عن مفهوم الكنيسة الكَاثُوْلِيْكِيَّة للشَّركة، إذ يزعم كهنتها وعلماؤها أنَّهم يكسرون جسد المسيح كلَّ مرَّةٍ يكسرون فيها خبز القربان، وأنَّهم بذلك يقدِّمون جسد المسيح المكسور الحقيقي إلى المؤمنين، فهم بذلك يُعيدون قتل ابن الله كلَّ مرَّةٍ. والكهنة وحدهم مخوَّلون ومستحقُّون أن يتولَّوا هذا العمل والتَّحويل. ولكنَّ هذا التَّعليم ليس أصليّاً، ففي اللُّغة العبريَّة لا وجود لفعل الكون (is) (كما في الإنكليزيَّة) بمعناه الشَّائع في اللُّغات الهنديَّة – الجرمانيَّة. وبحسب مفهوم اللغة السَّامية لم يقل يسوع: "هذا هو جسدي"، ولم يقُل أيضاً: "هذا يرمز إلى جسدي"، بل قال: "هذا - جسدي"؛ "هذا – جسدي"، فترك العبارة مفتوحةً للتَّساؤل هل تُشير هذه الكلمات إلى وجود حقيقي أم أنَّه ينبغي فهمها مجازيّاً!

رغم ذلك إنَّ كلَّ مَن يستنتج، مِن هذه الكلمات الخاصَّة لتناول الشَّركة المقدَّسة، التَّعليم بأنَّ كلَّ كاهنٍ مفوَّضٌ، حتَّى بموجب التزام، أن يذبح يسوع ويقتله مرَّةً أخرى بل وتكراراً، يسقط ضحيَّة غطرسةٍ وقحةٍ، فيُجدِّف بعقيدته الطَّقسيَّة على ذبيحة يسوع الذَّاتية الشَّرعية على الصَّليب التي تمَّت مرَّةً واحدةً فقط وإلى الأبد (يوحنَّا ١٩: ٣٠؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ١٠: ١٤)٠

منذ عهدٍ قريبٍ نسبيّاً في تاريخ الكنيسة وفي مجمع الفاتيكان الأوَّل عام ١٨٧٠ فرض البابا بيوس التَّاسع العقيدة الكنسية بعصمة البابا في المسائل المتعلِّقة بالتَّعليم. فرض هذه العقيدة مستخدماً القوَّة والمكر بمواجهة أكثريَّة الكرادلة والأساقفة الذين كانوا يعارضون سلطانه. وبذلك بجَّل نفسه لأنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ كَاذِبٌ ومُخطئٌ أمام الله (مزامير ١١٦: ١١؛ رومية ٣: ٤). لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ (مزامير ١٤: ١- ٣؛ رومية ٣: ١٠- ١٢). إنَّنا جميعاً مِن الأرض ويُعوزُنا مجد الله وحكمته وقداسته (رومية ٣: ٩؛ ١٩: ٢٣)٠

أدرك الدُّكتور مارتن لوثر في نضاله بخصوص تفرُّد الكِتَاب المُقَدَّس وحده بالسُّلطان أنَّ "المجامع وهيئات السّنودس مثلها مثل اللِّجان والمجالس النِّيابيَّة عرضةٌ للخطأ. وقد تجلَّى هذا الخطأ بخاصَّةٍ في بطرس (الذي تَزْعُم الكنيسة الكَاثُوْلِيْكِيَّة أنَّه البابا الأوَّل). واضطرَّ بولس إلى تصحيح خطأ بطرس مجاهرةً حين انسحب الأخير، خوفاً مِن اليهود، مِن الأكل مع المسيحيين الأمم جاعلاً مِن تقوى العهد القديم رياءً، ومُصنِّفاً المسيحيين مِن العالم الوثني كمؤمنين مِن الدَّرجة الثَّانية (غلاطية ٢: ١١- ١٤). وقبل ذلك بسنواتٍ حاول بطرس أن يثني الرَّب عن درب الصَّليب ولكنَّ يسوع انتهره قائلاً: اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي, لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ (متَّى ١٦: ٢١- ٢٣). إنَّ كلَّ مَن يُعلن كبابا أنَّه معصومٌ في وظيفته يجعل الله كاذباً (إِشَعْيَاء ٦: ٥- ٧؛ ١ يوحنَّا ١: ١٠)٠

يميط تاريخ الكنيسة الكَاثُوْلِيْكِيَّة اللِّثام عن التَّعليم غير الكتابي بعصمة البابا كخداع للذَّات. أمر البابا ستيفان السَّابع (٨٩٦ إلى ٨٩٧) بنبش البابا المتوفى فورموسس مِن التُّراب، ووضع عظامه في قفص الاتِّهام وجعله يُدان بالهرطقة في محكمةٍ ساخرةٍ. في بداية الألفيَّة الثَّانية كان يوجد في ذلك الزَّمان ثلاثة باباوات: غريغور السَّادس، وبنيدكت ، وسيلفستر الثَّالث. أيُّ واحدٍ مِن هؤلاء الثَّلاثة كان معصوماً؟ لقد كانوا جميعاً يحاربون بعضهم بعضاً. مِن عام ١٣٠٩ إلى عام ١٣٧٧ كان جميع الباباوات فرنسيين وقد أقاموا في "أفينيون" في "بابل" الغرب. أطلق الولدنيون Waldensians على الكنيسة الرُّوْمَانِيَّة في عهدهم اسم "بابل الزَّانية"٠

لم يُسهِب الشَّيْخ الجَلِيْل يوحنَّا في وصف كلٍّ مِن الرَّجاسات العديدة في الكأس الذَّهبية للمرأة، فقد كانت مقرفة ونجسة جدّاً بالنِّسبة إليه. لقي الشَّيْخ الجَلِيْل في هذه الرُّؤْيَا نقيض ما كان قد اختبره في شركة يسوع، عكس ما كان قد علَّمه وعاشه أمام كنائسه تماماً. كان مجرَّد وجود هذه المرأة الزَّانية هجوماً مباشراً على الرُّوْح القُدُس، روح الحقِّ والمحبَّة. وبذلك يتَّضح أنَّ الزَّانية العظيمة لا ترمز فقط إلى الكنائس الدُّنيويَّة والكنس الضَّالَّة، بل تمثِّل قوَّةً عظمى مضادَّة للمسيحيَّة. لقد أظهر الوحش والمرأة نفسيهما معاً بالأحمر المبهرَج في "مظهر شراكة". كانا مِن الرُّوح عينه٠

الصلاة: أبانا الذي في السماوات، نعظمك ونحبّك، لأنّ إبنك المسيح يسوع أكمل بموته عوضا عنا الكفارة الكاملة لخطياتا، غافرا ذنوب جميع الناس مجانا. ساعدنا أن نؤمن مع كثيرين من الكفار بهذا الخلاص التامّ لنطمئن أن لا نحن ولا آخرين يستطيعوا أن يخلصنا مع العلم أن إبنك المقتدر قد أكمل كل الإلتزامات لتبريرنا الأبدي. آمين٠

:السؤال

١٨٧. ما هي الرِّجْسات في كأس الذَّهبيَّة؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 28, 2012, at 11:54 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)