Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 148 (First Bowl of Wrath; Second Bowl of Wrath; Third Bowl of Wrath)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٥ - المسيح الدجال وحمل الله (رؤيا ١٣: ١- ١٦: ٢١)٠

الجزء ٧.٥ - جامات غضب الله السَّبعة (رؤيا ١٥: ٥- ١٦: ٢١)٠

١- دمامل رهيبة ومؤلمة لأتباع ابن التِّنين (رؤيا ١٦: ١- ٢)٠


رؤيا يوحنا اللاهوتي ١٦: ١- ٢

١ وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ الْهَيْكَلِ قَائِلاً لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ, امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللَّهِ عَلَى الأَرْضِ. ٢ فَمَضَى الأَوَّلُ وَسَكَبَ جَامَهُ عَلَى الأَرْضِ فَحَدَثَتْ دَمَامِلُ خَبِيثَةٌ وَرَدِيَّةٌ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ بِهِمْ سِمَةُ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِصُورَتِهِ٠

رسم فنَّانٌ صورة أحد الملائكة المكلَّفين صبِّ الجامات الذَّهبية المملوءة مِن غضب الله. يؤدِّي الملاك في الصُّورة مهمَّته وهو ينظر بوجهٍ حزينٍ ويصبُّ جام الغضب الذي فوق كتفه. يُرسل الملائكة غالباً كي يخدموا النَّاس والأولاد ويُساعدوهم ويحفظوهم (متَّى ٤: ١١؛ ١٨: ١٠؛ ٢٨: ٥؛ لوقا ٢: ١٣؛ ١٦: ٢٢؛ يوحنَّا ٢٠: ١٢؛ رؤيا ١٢: ٧ وآيات أخرى). ولكنَّهم في حالة جام دينونة الغضب يصبُّون الحزن والبؤس والرُّعب على النَّاس والبهائم بعدما أخضع ضدُّ المسيح الجماهير لنفوذ الشَّياطين وخانها وأجبرها على السُّجود له. ما مِن خطأ أعظم مِن السُّجود لإلهٍ غير الله يجعل نفسه معبوداً كالله. الله في الإسلام هو كذلك ليس الله أو إنَّه إلهٌ كاذبٌ. يستوجب انتهاكُ حرمة اسم الله الحقيقي والتَّجديف عليه هلاكاً فوريّاً لجميع العصاة٠

نادى أحد الكروبيم الأربعة عند عرش الله السَّبعةَ الملائكة بصوتٍ عظيمٍ وحادٍّ قائلاً: امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللَّهِ عَلَى الأَرْضِ. لم يأمر الكروب كلَّ واحدٍ مِن الملائكة على حدةٍ أن يصبَّ قسط الدَّينونة التَّام في جامه على سكَّان الأرض، بل خاطب جميع الملائكة مرَّةً واحدةً فقط. وهذا معناه أنَّ على الملائكة واحداً تلو الآخر أن يصبُّوا فوراً ودون أيِّ إبطاءٍ غضب الدَّيان القدُّوس بأكمله على النَّاس الأشرار والمتظاهرين بالتَّقوى. لقد انتهى وقت النِّعمة وبدأت الدَّينونة٠

فمضى خادم الرَّب الأوَّل للتَّو وصبَّ جامه على الأرض كوابلٍ غزيرٍ مفاجئٍ مِن المطر. يرى بعض المفسِّرين أنَّ الكلمة "الأرض" تعني إسرائيل، ويرى آخرون أنَّها تعني جميع الدُّول المتحضِّرة في قمَّة غطرستها. لا تشير هذه الكلمة إلى إلى بلدٍ خاص، بل تتحدَّث عموماً عن الأرض التي يعيش عليها النَّاس. "الأرض" هي المكان الذي قُدِّم لهم فيه بر الله ونعمته اللَّذين احتقروهما ورفضوهما٠

كانت نتيجة عاصفة الغضب هذه دمامل فظيعة على أجساد الذين سجدوا لابن التِّنين. كان كلُّ مَن اتَّبع ضدَّ المسيح ونبيّه الكذاب وحمل علامته قد قُيِّد تحت سلطان روح شرير فيه، هذا الروح الذي صار بادياً للعيان بواسطة أورام نتنة منفرة. عِنْدَئِذٍ أدركوا أنَّ سيِّدهم الكذاب ونبيه الكذاب وصورته المتكلمة لم يستطيعوا أن يساعدوهم ويُخلِّصوهم مِن غضب الله. لقد قبلوا علامة الوحش والآن غضب الله دمغهم بدمامل متقيِّحة مؤلمة٠

يُذكِّرنا هذا القصاص بالضَّربة السَّادسة التي كان على موسى وهرون أن يُنزلاها بمصر لتحرير شعبهما مِن العبودية (خروج ٩: ٨- ١٢). في تلك الأيَّام ضربت دينونة الله بلداً واحداً فقط هو مصر. ولكن بجام الغضب الذي رآه يوحنَّا في رؤياه أصابت الضَّربة جميع الناس على الأرض كلِّها الذين انفتحوا لروح ضد المسيح. ربَّما كانت حياتهم في الشَّركة مع الروح النَّجس قد فسدت أخلاقيّاً إلى حدِّ أنَّهم أعْدوا بعضهم بعضاً، أو أنَّ الروح النَّجس قد سيطر على الذين حلَّ عليهم غضب الله٠

إنَّ ما كان قد أعلنه ابن الهلاك في البداية بخفَّةٍ وغبطةٍ مِن "انتصار عالمي" و"امتداد لسلطان الشَّيطان" قد تحوَّل الآن إلى مرضٍ كريهٍ وهزيمةٍ لضد المسيح٠

ألصلاة: أيها الآب الازلي، نشكرك لأن إنسكاب الجامة الأولى لا يسبب في أتباع ألمسيح أمراضا ودماملا مؤلمة، لأن إبنك الحبيب شفا كل مريض أتى إليه. أما الساجدين للدجال فأهملوا حماية المسيح المقتدرة، ويتألمون مع إبن الشرير آلام خطيرة. آمين٠

٢- جام الغضب الثَّاني البحر يُصبح دماً (رؤيا ١٦: ٣)٠


رؤيا يوحنا اللاهوتي ١٦: ٣

٣ ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّانِي جَامَهُ عَلَى الْبَحْرِ, فَصَارَ دَماً كَدَمِ مَيِّتٍ. وَكُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَاتَتْ فِي الْبَحْرِ٠

حوَّل جام غضب الملاك الثَّاني البحر إلى دمٍ. ويُذكِّرنا هذا بالضَّربة الأولى في مصر (خروج ٧: ١٤- ٢٥) وضربة البوق الثَّاني في سفر الرُّؤيا (رؤيا ٨: ٨- ٩). ولكنَّ الكارثة بعد بوق الدَّينونة الثَّاني كانت مقتصرةً على ثلث البحر الذي صار دماً. فمات عِنْدَئِذٍ ثلث المخلوقات التي في الماء "فقط"، وغرق ثلث السُّفن "فقط". وفي تفسير حكم الدَّينونة هذا يذكر بعض المفسِّرين انفجار بركان جبل فيزوف في إيطاليا بتاريخ ٢٤ آب ١٩٧٩ حين صبغت حممه، وفقاً للتَّقارير الصَّادرة حِيْنَئِذٍ، قسماً كبيراً مِن خليج نابولي باللَّون الأحمر النَّاري، فقتلت الكثير مِن الأسماك، وأحرقت العديد مِن السُّفن٠

ولكن مِن خلال دينونة جام الغضب الثَّاني في رؤيا يوحنَّا أصبح البحر بأكمله دماً وماتت كلُّ نفسٍ حيَّةٍ فيه. يدلُّ هذا التَّفاقم مِن تضرُّر الثلث إلى تضرُّر الكل على التَّشديد مِن أحكام البوق إلى جام أحكام الغضب. إنَّ غضب الله عظيمٌ وقصاصه شاملٌ ونهائيٌّ٠

صيد السَّمك هو مورد رزق الكثيرين مِن النَّاس. ويمكن القول، على سبيل المجاز، إنَّ البحر قد أصبح في الوقت الحاضر برميل نفايات الدُّول الصِّناعية. والنِّفايات السَّامة تُحْدِث تغييراتٍ أساسية في الحياة في المحيطات أو تُعْدِمُها أكثر ممَّا نريد أن نَعْلَم. فعوامل مياه البواليع وحدها قادرة على سلخ حراشف الأسماك كلِّها لملايين الأسماك، أو تحويل الألوان البرَّاقة للأعشاب والطَّحالب البحريَّة. وفوق ذلك كلِّه ينصب المطر الحمضي في النِّهاية في البحر الذي أصبح مزبلة البشر٠

إنَّ الحقيقة أنَّ البحر صار دماً جديرةٌ أن تُذكِّر أتباع ضد المسيح بالدَّم المسفوك لكثيرين مِن أتباع المسيح الذي يصرخ إلى السَّماء داعياً إلى معاقبة الذين لم يقبلوا كفَّارة المسيح٠

لا نعلم هل البحر الأبيض المتوسِّط وحده هو الذي سيضربه جام الغضب الثَّاني أم سائر المحيطات. مهما يكن الأمر ستفسد عطل الكثيرين مِِن السّياح على البحر الذي ينتن بدم متخثر كي يُعيدوا النَّظر ويتوبوا في اللَّحظة الأخيرة٠

ألصلاة: أيها القدوس، نسجد لك، لأنّ دم شهدائك صارخة إلى السماء مثل دم هابيل القتيل من أخيه قايين، فأنت منتقم الآثام بالإستقامة، وتُهزّ الخطاة الذين لا يتوبون، وتسمح بتفسيد أسس حياة أتباع ضد المسيح. آمين٠

٣- الأنهار وينابيع المياه تصير دماً (رؤيا ١٦: ٤- ٧)٠


رؤيا يوحنا اللاهوتي ١٦: ٤- ٧

٤ ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ جَامَهُ عَلَى الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ, فَصَارَتْ دَماً. ٥ وَسَمِعْتُ مَلاَكَ الْمِيَاهِ يَقُولُ, عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَكُونُ, لأَنَّكَ حَكَمْتَ هَكَذَا. ٦ لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ, فَأَعْطَيْتَهُمْ دَماً لِيَشْرَبُوا. لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ. ٧ وَسَمِعْتُ آخَرَ مِنَ الْمَذْبَحِ قَائِلاً, نَعَمْ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ. حَقٌّ وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ٠

إنَّ نقص المياه هو المشكلة الكبرى في الشَّرق الأوسط. قد يصبح ماء الشَّرب في وقت الجفاف وانحباس المطر أغلى مِن البترول. حين جعل الرَّب جميع ينابيع المياه والأنهار والجداول ملوَّثةً فهو بذلك يهزُّ الكيان البشري٠

لقد أدَّى التَّلوث الناجم عن تزايد عدد سكان العالم والنِّفايات الصِّناعية إلى مثل هذا التَّلوث للأنهار في جميع القارات حتَّى إنَّ الأسماك لا تستطيع أن تعيش فيها بعد. يُقال إنَّ مصوِّراً فوتوغرافياً هاوياً في هولندا غمر لمدَّة ليلة واحدة فيلماً أبيض وأسود مكشوفاً في نهر الرَّاين فاستخرج مسودة الفيلم في صباح اليوم التَّالي. إنَّ الخطر الأساسي الذي يُهدِّد الماء يأتي مِن المواد الإشعاعيَّة النَّشاط التي تنساب بواسطة المطر إلى ينابيع المياه والأنهار والبحيرات منتشرةً في جميع الكائنات الحيَّة ومعرِّضةً إيَّاها إلى الإشعاع. إذا اندلعت حربٌ نوويَّةٌ فستُصبح هذه الرُّؤيا المرعبة حقيقةً واقعةً فيكمن الموت بواسطة الإشعاع في المياه كلِّها٠

ولكنَّ سفر الرُّؤيا يشهد بوضوحٍ أنَّ أحكام جامات الغضب لا تصدر عن حوادث أو حروب نوويَّة، بل عن الله. يُثبت ملاك المياه هذا القصاص لأنَّه يجب عليه أن يتحقَّق سنةً بعد أخرى مِن أنَّ مياهه تفسد أكثر فأكثر مِن قِبل النَّاس. يشهد رئيس الملائكة، كما شهد قبله جوق المرتِّلين بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي، أنَّ الله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ عادلٌ وقدُّوسٌ لأنَّ أحكامه تنسجم مع ظلم البشر وينبغي أن تدين قداسته كلَّ نجاسةٍ للبشر في القول أو الفعل أو الفكر. وهو يخاطب الله الأزلي في سجوده باللَّقب "يهوه" الكائن والذي لا يتغيَّر والذي يحفظ مواعيده لآلاف الأجيال مِن محبِّيه ولكنَّه يعاقب الآثام للجيلين الثَّالث والرَّابع مِن مبغضيه (خروج ٣٤: ٦- ٧؛ تثنية ٧: ٩- ١٠)٠

سيكون بغض الشِّرير للرَّب القدُّوس في آخر الأيَّام موجَّهاً بخاصَّةٍ إلى كنيسة العهدين القديم والجديد لأنَّ أعضاءها يُطيعون الله ويُحبُّونه ويُكرمونه. وهذا يُرعب ابن جهنَّم، فهو يريد أن يقود جميع النَّاس إلى "الحرية المطلقة" والعصيان والغرور والسُّجود لشخصه، يريد أن يحكم العالم وحده٠

أمَّا الرَّب الإله فسيُعطي قتلة أعضاء كنيسته دماً ليشربوه. يعتقد الشَّرقيون أنَّ نفس الإنسان في دمه ولذلك يجدون ذلك أمراً مُنفراً. ففي الشَّرق الأوسط ثمَّة قلَّةٌ ممَّن يتبرَّعون بالدَّم. ولكن الطَّلب كبيرٌ على دم المسيحيين في قطاع غزَّة. ويأمل بعض المتبرِّعين بالدَّم أن يجري "دمهم المسيحي" في عروق اليهود أو المسلمين٠

حتَّى قرون مذبح المحرقات في السَّماء لا تقدر أن تلزم الصَّمت بعد عند جام غضب الدَّينونة هذا، ولا بدَّ لها مِن أن تصرخ (قارن رؤيا ٦: ٩- ١٠؛ ٩: ١٣). وهي هنا تُعلن تأييدها لطلبة الشُّهداء الذين قُتلوا في زمن العهد القديم مثمِّنين شرف الله بثمنٍ أغلى مِن حياتهم هم ومؤمنين بمجيء برِّه. لا بدَّ مِن الانتقام لدم الذين قُتلوا ظلماً (سرٌّ للبر يعرفه أيضاً الكثير مِن الأرواحيين). تنسجم قرون مذبح المحرقات وتسبيح جوقة الشُّهداء بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي وتعترف أنَّ الرَّب وحده هو الله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ والحاكم الوحيد للكون؛ أحكامه حقٌّ وعادلةٌ ولا سبيل للاعتراض عليها٠

:ألأسئلة

١٧١. لماذا ستفسد ينابيع المياه والأنهر في الدنيا؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 28, 2012, at 11:19 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)