Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 147 (The seven bowls of wrath)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٥ - المسيح الدجال وحمل الله (رؤيا ١٣: ١- ١٦: ٢١)٠

الجزء ٧.٥ - جامات غضب الله السَّبعة (رؤيا ١٥: ٥- ١٦: ٢١)٠


الهيكل في السَّماء مملوءٌ دخاناً (رؤيا ١٥: ٥- ٨)٠
رؤيا يوحنا اللاهوتي ١٥: ٥- ١٦

٥ ثُمَّ بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا قَدِ انْفَتَحَ هَيْكَلُ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فِي السَّمَاءِ, ٦ وَخَرَجَتِ السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ مِنَ الْهَيْكَلِ, وَهُمْ مُتَسَرْبِلُونَ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَبَهِيٍّ, وَمُتَمَنْطِقُونَ عِنْدَ صُدُورِهِمْ بِمَنَاطِقَ مِنْ ذَهَبٍ. ٧ وَوَاحِدٌ مِنَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ أَعْطَى السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ سَبْعَةَ جَامَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ, مَمْلُوَّةٍ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. ٨ وَامْتَلأَ الْهَيْكَلُ دُخَاناً مِنْ مَجْدِ اللَّهِ وَمِنْ قُدْرَتِهِ, وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ الْهَيْكَلَ حَتَّى كَمَلَتْ سَبْعُ ضَرَبَاتِ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ٠

بعد ترنيمة السُّجود التي رتَّلتها جوقة الشُّهداء بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي تغيَّر المشهد أمام عيني الرَّائي. رأى يوحنَّا للحظةٍ النّموذج السَّماوي لهيكل سليمان. ومِن ثمَّ سرعان ما حلَّ محلَّ ذلك المشهد نموذج خيمة الاجتماع٠

كان طول الخيمة، مكان اجتماع ربِّ العهد والشَّعب المعاند، حوالي ٣٠ متراً، وعرضها خمسة أمتار، وارتفاعها خمسة أمتار. كانت هذه الخيمة مركز شعب إسرائيل حين كانوا هائمين على وجوههم ٤٠ سنة في الصَّحراء. كانوا آمنين طوال سكن الرَّب في الخيمة وسط الإسرائيليين. والرَّب لم يتخلَّ عن شعبه في الصَّحراء، وحتَّى في أيَّام غضبه كان قريباً منهم. فوجد اليهود الذين في الشّتات تعزيةً حين رأوا هيكل الله أو الخيمة مِن بعيدٍ٠

ولكنَّ خيمة الاجتماع كانت أيضاً مكان الأحكام القاطعة والعقوبات. فحين كان مجد الرَّب يظهر في السَّحاب لم يكن ذلك يعني دائماً النِّعمة والتَّعزية فحسب، بل القصاص الشَّديد والدَّينونة المدمِّرة أيضاً في بعض الأحيان (عدد ١٤: ٣- ٣٣؛ ١٦: ١- ٣٥؛ ١٧: ٦- ١٥ وآيات أخرى)٠

رأى الرَّائي، في الرُّؤيا السَّماوية، كيف انفتح السِّتار في الخيمة وكأنَّ ترنيمة الشُّهداء بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي قد آذنَت ببدء مرحلةٍ جديدةٍ للدَّينونة الأخيرة. كان السِّتار المفضي إلى القدس مغلقاً عادةً. لأنَّ ما مِن إنسانٍ فانٍ يستطيع أن يرى القدُّوس، فقوَّة ضياء مجده تقتله. كان ستار قدس الأقداس الثَّقيل قد انفتح في عيد الغفران لمدَّةٍ قصيرةٍ حتَّى يتمكَّن رئيس الكهنة مِن الدُّخول ومصالحة نفسه والقدس والشَّعب مع الله. وعندما انفتحت ستائر القدس مِن تلقاء نفسها فمعنى ذلك أنَّ مجد الله ظهر للدَّينونة. فمعنى انفتاح الهيكل، كما رأى يوحنا، هو بدء أحكام الدَّينونة٠

أوَّلاً ظهرت سبعة ملائكة في ثيابٍ كهنوتيَّة مهيبةٍ. كانوا متسربلين بكتَّانٍ أبيض لامع. وكان النّطاق الذَّهبي حول صدرهم يُشير إلى وظائفهم الإلهيَّة. لم تكن لهم أجنحة، فهم لم يحتاجوا إلى أجنحة لأنَّ الملائكة نورٌ ونارٌ وهم يتحرَّكون أسرع مِن الضَّوء٠

جاء السَّبعة الملائكة مِن محضر الله وكانوا مسؤولين عن تنفيذ حكمه. ليست قوى الطَّبيعة ولا الشَّياطين هي التي تُنفِّذ أحكام الله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ، بل أمراؤه المقدَّسون والطَّاهرون مِن الملائكة الذين لا يستطيع أحدٌ أن يمنعهم مِن عمل مشيئة ربِّهم. كان التَّنفيذ الدَّقيق لهذه المهمَّة المرَّة هو خدمتهم لله٠

لم يأتِ ملائكة الدَّينونة السَّبعة بأيدٍ فارغةٍ. كان أحد حرَّاس العرش في قدس الأقداس قد أعطاهم جامات غضب كبيرة طافحة بغضب الله. في هذا المرحلة مِن الأَيَّام الأَخِيْرَة لا يجري الحديث بعد عن "كأس الغضب" (رؤيا ١٤: ١٠)، بل عن "جامات مملوءة" مِن غضبه٠

بعدما غادر السَّبعة الملائكة الهيكل في السَّماء، امتلأ هذا الهيكل بدخانٍ لا سبيل إلى اختراقه. يُظَنُّ أنَّه بخورٌ. إنَّ العبارة الألمانيَّة Rauch متَّصلةٌ اتِّصالاً وثيقاً بالكلمة العربيَّة "روح". تدثَّر مجد الله بسحابةٍ مِن روحه القدُّوس. ولم يقدر أحدٌ أن يرى كيف بدا غضب الله. لم يقدر أحدٌ أن يحتمله. لو تأمَّلنا المصلوب لأدركنا لماذا صلَّى قبل أن يُصلَب قائلاً: يَا أَبَتَاهُ, إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ, وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ (متَّى ٢٦: ٣٩). لقد قاسى يسوع ملء غضب الآب على خطيَّة العالم. أمّا الآن فغضب الله منصبٌّ على النَّاس المتقسِّين الذين ازدروا ذبيحة ابنه الوحيد الكَفَّارِيّة المحزنة أو رفضوها أو احتقروها أو أنكروها أو جدَّفوا عليها٠

إنَّ غضب الله في الأَيَّام الأَخِيْرَة ناشئٌ عن مجده. وهذا الغضب ليس جائراً كما أنَّه ليس علامة افتقارٍ إلى ضبط النَّفس أو إلى العقلانيَّة. نقرأ في العهد القديم أكثر مِن ٥٠ مرَّة عن غضب يهوه الرَّب. لأنَّ غضب الله هو تعبيرٌ عن محبَّته فهو يريد أن يُحطِّم مقاومة خلاصه. والرَّب في الوقت نفسه "بطيء الغضب" وهو القائل: مِنْ أَجْلِ اسْمِي أُبَطِّئُ غَضَبِي, وَمِنْ أَجْلِ فَخْرِي أُمْسِكُ عَنْكَ حَتَّى لاَ أَقْطَعَكَ (إشعياء ٤٨: ٩). الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ, يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ, لَكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ (المذنب) (سفر العدد ١٤: ١٨). ينبغي ألاَّ نتحدَّث عن محبَّة الله ونعمته فقط، بل عن غضبه المقدَّس أيضاً. ينبغي أن نخاف الرَّب ونُحبَّه، وأن نثق به فوق كلِّ اعتبارٍ. له وحده السُّلطان أن يدين الخطاة. لقد فدانا يسوع ليس مِن الخطيَّة والموت وإبليس فقط، بل أيضاً مِن غضب الله واتِّهامات شريعته. الذين يُسلمون أنفسهم للخروف هم وحدهم الذين يخلصون مِن غضب الله المدمِّر٠

رأى يوحنَّا هيكل الله مفعماً بمجده المحجوب. والله حتَّى في غضبه يبقى صابراً وقريباً مِن قدِّيسيه. ولكن ليس لأحدٍ سبيلٌ إلى الدَّيان في أعماله الحاسمة. فهو يُعاقب عبَّاد الشَّيطان وأعداء ابنه. ويتألَّم الله في الوقت نفسه ألماً لا يُعبَّر عنه بسبب العقوبات المهلكة التي لا بدَّ مِن أن تضرب خليقته المحبوبة٠

الأسئلة:
١٦٩. لماذا انفتح ستار الهيكل ؟

١٧٠. كيف يتعلق غضب الله القدوس بمحبته السرمدية؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 28, 2012, at 11:17 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)