Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 018 (Jesus' Message to the Leader of the Church in Sardis)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ١- من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي (رؤيا يوحنا ١:١-٣: ٢٢)٠

الجزء ٢.٢.١ رسائل يسوع المسيح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ إلى الكنائس السَّبع في آسيا الصغرى (١:٢-٢١:٣)٠

٥- رِسَالة يَسوع إلى راعي الكنيسَة التي في ساردس (رؤيا يوحنا ٣: ١- ٦)٠


رؤيا يوحنا ٣: ١- ٦
١ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ, هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللَّهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ. أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ, أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيِّتٌ. ٢ كُنْ سَاهِراً وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ, الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ, لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللَّهِ. ٣ فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ وَاحْفَظْ وَتُبْ, فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ, وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ. ٤ عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ, فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ. ٥ مَنْ يَغْلِبُ فَذَلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَاباً بِيضاً, وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ, وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ. ٦ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ٠

اكتب إلى مَلاك الكنيسة التي في ساردس: مَن يرسل رسالة إلى ميت؟ أليس هذا أمراً عقيماً؟ ولكنَّ يسوع أملى على يوحنا في بطمس إعلاناً خاصاً إلى جثة روحية. لم يتخلّ عن الكوكب المصطفى في يده. دعا يسوع هذا الرّجل وعيّنه في خدمته كراعٍ لكنيسة، ومشى معه الخطوة الأخيرة. كانت ساردس عاصمة ليديا ومركزاً لمنطقة إدارية رومانيّة كبيرة. حمل راعي الكنيسة الميت روحيّاً مسؤولية كبيرة على عاتقه، وانتظر كثيرون من المختارين في محيطه نداء الإنجيل من فمه٠

سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب: قدّم يسوع نفسه كربّ ورئيس للكنائس في آسيا الصّغرى. أمسك الرّعاة السّبعة بيده المباركة. لم يمسك يسوع بيده اليمنى ستّة كواكب فقط، بل سبعة كما كان قبلاً. لم يسقط الكوكب المصطفى من يده (رؤيا ١: ٤ و١٦ و٢٠؛ ٢: ١)٠

قدّم نفسه أيضاً كمن يملك سبعة أرواح الله موضحاً بذلك قليلاً سرّ الثالُوْث الأقدس، فالسّبعة أرواح الله تعني كلّ ملء الرُّوْح القدُس. لا يعطي الله الرّوح بحسب القياس. المولود من الرّوح هو روح (يوحنا ٣: ٦ و ٣٤)٠

لذلك استطاع يسوع أن يقيم الموتى ويعمّد الأموات روحيّاً بروحه القدّوس (يوحنا ٢: ٣٣). لم يرمِ الكوكب المصطفى وأسرع مع ملء الرُّوْح القدُس "بسيّارة الإسعاف ذات الضّوء الأزرق" لكي يعيد الذي مات إلى الحياة من جديد٠

لا يحبّ يسوع الأحياء المتحرّكين وحدهم بل الكنائس الميتة أيضاً. إنَّه لا يبكي عليهم، بل يعمل شيئاً ما لأجلهم. فالمائتون يهمّونه بنوع خاصّ، وهو يأتي لكي يأمرهم بالقيامة٠

أنا عارفٌ أعمالك أنّ لكَ اسماً أنّك حيّ وأنتَ ميت: راقب يسوع راعي الكنيسة زمناً طويلاً وأبصر خدماته. ولعلّ المشرف على الكنيسة قد أولى اهتماماً خاصّاً لسمعته الشّخصية على حساب الحالة الروحية لكنيسته. حسنت أعمال كنيسته في عينيه لأنها شهرت اسمه فأصبح متألقاً ومعروفاً. كان دائماً يحتلّ الصدارة ويستأثر بالاهتمام. أمّا أعماله فكانت مرتبطة بشخصه. أراد أن يثبّت نفسه في كنيسته لا أن يمجّد يسوع وحده، فتحوّلت كنيسته إلى قاعة للجثث وضع فيها الأموات روحياً بانتظام٠

ثمّة كاثدرائيات فارغة ميتة. قد تصدح أصوات الحفلات الموسيقيّة عبر قاعاتها، أو ينبّه السّياح إلى آثارها الفنّية. يأتي الآلاف أيضا إلى المؤتمرات الكنسيّة. هذا هو خداع النّفس٠

فاز الشيطان في ساردس. وهنا ساد سكون المقابر. فدوائر الحكومة لم تضطهد أعضاء الكنيسة، وعبادة الأصنام لم تشكّل تجربة مريرة لهؤلاء الأعضاء. لم يكن يوجد خلاف في الرأي ولا رفض للعظة. ولا شيء. كان كلّ شيء ميتاً. لم توجد معرفة للخطايا، ولا نعمة لتعزّي المرتعبين. لم يحظَ الجوع للحياة بغذاء القوّة ولا بكلمة الله ولا بالخبز الرّوحي. تسلل الموت الروحي من بين مقاعد الكنيسة وجلب معه الصّمت الكبير٠

حكم يسوع على راعي الكنيسة بكلمة مخيفة: "لك اسم حيّ ولكنّك ميت". لم تكن هذه كلمة الرب الدّيان الأخيرة، فلا تزال توجد فرصة طيّبة، لأنّ الرب يسوع عمل مع سبعة أرواح الله ليحيي الرّاعي الميت، وما زال يتكلّم مع الميت٠

لم يكن راعي الكنيسة نائماً روحيّاً، ولم يكن شبه ميت، بل لقد أثبت الطّبيب السّماوي برزانة أنّ قلبه الرّوحي قد توقّف. لم تكن فيه محبّة. انطفأ دماغه الرّوحي. لم يكن ثمّة إيمان يعمل. كانت نفسه الرّوحية فارغة. لم يكن يسكن فيها رجاء بعد. كان كلّ ما حدث شكليّاً مبنيّاً على الأنانية. دوّت كلمات الخداع الذاتي الكبيرة دون تأثير قوّة الرّوح. ماذا فعل يسوع في هذا الوقت الخائب؟ هل بارك الرّاعي الميت أو الأسقف المتكبّر إلى مثواه الأخير؟ كلاّ، بل تكلّم يسوع مع الميت في الخطايا. أعطاه خمسة أوامر قصيرة. وجّه إليه نداء القيامة الخارق الذي لا يستطيع أن يوجّهه غير ابن الله٠

كن سَاهراً و شدّدْ ما بقي الذي هو عتيد أن يموت لأنّي لم أجدْ أعمالك كاملةً أمامَ الله: لم يكن راعي الكنيسة مستغرقاً في النّوم فحسب، بل كان ميتاً روحيّاً حقّاً. فسّر يسوع الموت عند ابنة يايرس بطريقة أخرى، وقال للمشكّكين: "إنها لم تمت لكنّها نائمة"، وأخذها بيده ونادى قائلاً: "قومي" (لوقا ٨: ٥٢- ٥٤)٠

• كان ليسوع السّلطان أن يقيم الموتى بكلمته، وهو يملك القوّة لإحياء الكنيسة عديمة المحبّة الجامدة بواسطة إنعاش راعيها الميت روحيّاً٠

كان نداء يسوع للقيامة قصيراً وواضحاً. اشتركت أرواح الله السّبعة كلها في أمره. كان الأمر كما لو أَنَّ طبيباً يحاول عند توقّف قلب مريضه أن يجعل القلب ينبض برجّات كهربائيّة. لم يستعمل طبيب الأطبّاء لإعادة النّبض إلى القلب تيّاراً طرديّاً أو تيّاراً متقطّعاً أو تيّاراً مثلّثاً متحرّكاً، بل صبّ قوّة الله المسبّعة في قلب وروح الميت روحيّاً لكي يستيقظ فوراً ويقفز ليخدم ربّه٠

• لم يقم راعي الكنيسة في ساردس لأجل نفسه فقط، بل في الدّرجة الأولى لأجل كنيسته التي كانت تحتضر روحيّاً. لم يكن الرّاعي المتمحور حول نفسه في وضع يتيح له أن يعطي أعضاء كنيسته قوّة الله والحياة الأبديّة. ولكن بعد ولادته الثانية أراد سلطان الله بواسطته أن يخترق كنيسته الذابلة. كان لعظة يسوع المنعشة، بأوامرها الخمسة، هدف بعيد ليس لواعظ ميت روحيّاً فحسب، بل للكنيسة كلّها٠

لا تتضمّن ولادة خدّام المسيح الثانية صقلاً لكرامتهم أو تأميناً شخصيّاً لهم أو ترقية في وظيفتهم، بل دعوة لخدمات جديدة. فالمذنب الفاسد الذي خرجت منه رائحة الانحلال قد أنعم عليه بواسطة نداء يسوع وأوكل ليرسل من جديد. يهب يسوع للرَّاعي التّائب نعمة جديدة للخدمة الزّائدة. وكما تحرّكت السّماء كلّها بنجاته، هكذا يتمنّى الرّب أن يتحرّك ويجري لكي يزور المائتين ويضمّهم إلى سلك قوّة يسوع. فاسم الخادم ليس مهمّاً بعد، وانشغاله الفارغ قد انتهى، والمسألة باتت مسألة حياة أو موت. يقف ربّه أمامه مطالباً بكنيسته من بين يديه. أعطى الحارسَ فرصة أخيرة فأيقظه من نومه بواسطة نداء اليقظة المستهدفة الذي يرشد النّيام إلى توبة القلب فيتجدّد بعضهم روحيّاً ويمجّد حمدهم المشترك المصلوبَ المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ٠

أعلن يسوع للرّاعي المنتعش من جديد أنّ خدماته كانت حتى الآن ناقصة. لم يكن كسولاً في وظيفته، فالجميع قالوا: "هذه كنيسة حيّة وفيها حركة". ولكن الأهمّ كان ناقصاً: الحياة من الله. وبالمقارنة بقداسة الله لم يكن له ما يقدّم. كان عليه بعد اهتدائه أن يملأ فراغه الدّاخلي بواسطة الصّلاة والتواضع وارتباطه بيسوع وقيادته بواسطة روحه. كما هو حال المنزل بدون تيّار كهربائي: لا إنارة ولا تدفئة ولا جرس يعمل، هكذا هو حال الكنيسة بدون الرُّوْح القدُس: لا معرفة ولا محبّة ولا تبرّعات ولا صلوات٠

يريد تيّار محبّة الله أن يجري بواسطة راعي الكنيسة في الكنيسة الميتة. لم يأل يسوع جهداً في اعترافه بارتباطه بالله، و دعا أباه: "إلهه". فالموضوع في العظة المنعشة لأجل القسّ الميت روحيّاً لم يكن مركّزاً على الإيمان بأبي يسوع المسيح، بل على إدراك الله الدّيان خالق السّماء و الأرض الذي يطلب من كلّ مسؤول حساباً. وضع يسوع نفسه بملء وعيه تحت قداسة الله الدّيان مع أنّه كان هو نفسه إلهاً دفع إليه كلّ سلطان في السّماء وعلى الأرض. لا سلطان بدون تواضع. جعلنا يسوع ننظر إلى داخله عندما علمنا قائلاً: "تعلموا منّي لأنّي وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى ١١: ٢٩- ٣٠). سلم يسوع نفسه كلياً لمشيئة ومقاصد وقداسة إلهه٠

كان على راعي الكنيسة في ساردس أن يدرك أنّه نفسه ليس إلهاً صغيراً يعمل ويترك ما يريد، بل عليه أن ينكسر لكبريائه ويدفن عناده راضياً ويتبع إرادة ربّه بفرح سائلاً: "يا ربّ، ماذا تريد أن أفعل وأن لا أفعل؟"

الرّب برّنا. يريد أن يقودنا بدقة في خدماتنا. لهذا السّبب نصلّي: "لتكن مشيئتك كما في السّماء كذلك في كنائسنا". يصبح انتظار مجيء يسوع لكلّ متعب بمشاكل هذا العالم التي لا تحلّ موضوعاً لصلوات خدمته٠

اذكر كيفَ أخذتَ وسمعتَ واحفَظ وتبْ: • على الموقَظ من الموت الرّوحي أن يتعلم أن يتذكّر، ويأخذ وقتاً للهدوء أمام الله، ويطلب إلى الرُّوْح القدُس أن يقود أفكاره. أراد الرّب بذلك أن يقوده إلى الشّكر والعبادة لكي يدرك كيف وأين ومتى قابله الرّب للمرّة الأولى. عليه أن يتذكّر اختباره الخاصّ ودعوته من الله. قاد أمر يسوع المسيح الثالث الرّاعي ليس إلى نشاطات خارجيّة، بل إلى أعماق محبّة الله. كان عليه أن يدرك أيّة قوّة وفرح وسلام منحه الله مجّاناً عند بدء إيمانه الأوّل. كان عليه أن يعرف نعمة الله العامل في ولادته الثانية. لعلّ الشّكر والحمد يستيقظان عندئذ على ما عمله الله القدّوس له وهو الخاطئ الفاسد٠

كان على راعي الكنيسة أن يدرك أنّ يسوع مخلصه لم يدنه، ولم يحطّمه لأجل أنانيته وانشغاله وكبريائه، بل أنّ الرّب الحيّ كلّم الميت روحيّاً مرّة أخرى لكي يقذفه من الموت إلى الحياة الرّوحية. عرض المسيح عليه كلمته من جديد وأكّد له دعوته الأصليّة. كان على الرّجل في ساردس أن يوجّه رأسه وأذنه وعقله وقلبه وإيمانه بالتّدقيق إلى يسوع. كان الرّب يفتح أذن قلبه سابقاً عند بدء إيمانه حتّى يسمع صوت الله. أمّا الآن فأذن قلبه صمّاء وهو يحتاج إلى تنظيف أذنه كي يسمع ما يقوله الرّب ويعمل به. فلا حاجة أن تتحقق أفكاره وأهدافه وخططه، بل مقاصد الآب والابن والرُّوْح القدُس المبنيّة على المحبّة واللّطف والقداسة٠

• كان هذا بدء توبة راعي الكنيسة. فأوّلاً أقامه الرّب من نوم الموت وأرسله إلى كنيسته للمساعدة الفوريةّ لكي لا يعزّي المائتين فقط، بل ليرهبهم ويقيمهم ويقودهم أيضاً إلى التّوبة. ثمّ شدّد عليه يسوع بأن يمرّن ذاكرته وأمره أن يحفظ المعرفة التي أحدثها الرُّوْح القدُس وحرّكها في داخله ويرسم ويطبع في ذاكرته محبّة الله وقداسته٠

عرف يسوع الخطر الذي كان يتهدّد هذا الرّجل، فهو سرعان ما يعود إلى الطريق القديمة وإلى انشغاله الأناني، فكان عليه أن ينهي هذا كلّه بتغيير الفكر لتجديد ذهنه حتّى يكون يسوع هو محور وينبوع القوّة الوحيد لحياته. ويليق به أن يتعلم هذا الواقع غيباً وينقله للآخرين ويحفظه دائماً نصب عينيه لكي يتغلّب على خَطِيئَة خدمته الأنانية٠

طوبى للواعظ الذي حفظ غيباً لنفسه الكثير من الكلمات الجوهريّة من الكتاب المقدّس. عندئذ يملك في وعيه الباطني ينبوع قوّة يتدفّق أبداً. من المستحسن أن يتعلم الإنسان غيباً آية واحدة كلّ أسبوع وألاَّ يأتي بأعذار واهية بأنّ ذاكرته قد ضعفت أو أنّها غير مدرّبة. فحيث توجد إرادة يوجد طريق٠

• قاد أمر يسوع الخامس والأخير المسؤول في الكنيسة إلى التّوبة الواعية والحقيقيّة. أعاده يسوع إلى الحياة الرّوحية وألقى عليه موعظة جدّية. جدّد الرّب فكره، وما عليه الآن إلا أن يعمل ما سنعمله يكسر باسم يسوع خطاياه وما ورثه وارتبط به. إنّ التّوبة عمل مفرح: تطرح فيها الأثقال وتحلّ الارتباطات وتسلم الرّذائل والذنوب لحَمَل اللهِ، لأنّ يسوع التفت إليه شخصيّاً عليه الآن أن يتوجّه إلى يسوع كلياً٠

• من يسلم نفسه لابن الله يختبر أنّ سلطة أرواحه السّبعة تقدر أن تشفي وتقدّس أيضاً الحياة الأكثر انحطاطاً والأكثر فساداً٠

شريعة المسيح الحمسة هي: ١. اسعروا! ٢. تقوية الاشياء الباقية! ٣. تذكروا ما استلمتموه وما سمعتموه! ٤. تشبتوا! و ٥. توبوا!

إنْ لمْ تَسهر أقدم عليكَ كلصّ ولا تَعلم أيّة سَاعة أقدم عَليك:

عرف الرّب الذين يقولون: "نعم، نعم" ويعملون "لا، لا". فطريق جهنّم عندهم قد رصفت بالنّيات الحسنة. لهذا السّبب أيقظ الرّاعي وهزّه وهدّده كي يبقى صاحياً. وهذا ليس لنفسه فقط، بل ليكون راعياً يقظاً في خدمة رعيّته. ونقرأ في (حزقيال ٣٣: ١- ٢٠) كيف أنّ الرُّوْح القدُس فسّر وظيفة الرّاعي في خدمة الله؛ وعلى الرّاعي أن يطبع كلماته في ذاكرته٠

أنذر يسوع الرّاعي المتجدّد بأنّه سيأتي كعدوّ، بهدوء كلصّ، دون أن يشعر به أحد، في أفضل أوقات الراحة، حيث لا ينتظره أحد. أراد يسوع أن يربّي راعي الكنيسة على السّهر الدّائم مجهداً فكره حتّى لا يصحو لنفسه فقط بل لكنيسته كلها وينتظر مجيء المفتّش الإلهي. لا يقدر أحد أن يعيق يسوع. أعلن الرّب مسبقاً لراعي الكنيسة مجيئه كلصّ، واللّص عادةً لا يخبر أحداً مسبقاً عن مجيئه، بل يراقب صاحب البيت ويصرف انتباهه. ولكنَّ يسوع يعمل كلّ ما من شأنه أن يرهب رجل الله ويدرّبه على خدمة الحارس اليقظ. إن مجيء يسوع المسيح أقرب ممّا نعلم. هذا التّحذير هو الوعد الخامس في رؤيا يوحنا عن مجيء المسيح الثاني، والهدف من هذا التّحذير هو إيقاظ الرّاعي الميت لإنعاشه بخدمات جديدة كي يحيي أعضاء كنيسته الموتى٠

ما من إنسان يعلم إن كان سيصحو مرّة أخرى من نومه، أو سيرجع سالماً إلى بيته في المساء من وسط زحام الشّوارع في المدينة. ليست ثمّة ساعة موت لكلّ واحد بمفرده، بل نقطة ختاميّة لدوران أرضنا٠

ثمّة جهل مطبق وعدم مبالاة عند الحرّاس في الكنيسة هما غالباً أكبر منهما عند شعب الكنيسة المحروس. لم يقل الرّب باطلاً: "هلك شعبي من عدم المعرفة". لقد بات عدم انتظار المسيح الآتي قريباً الخَطِيئَة المنتشرة في العالم. إنّ ارتفاع نسبة الفائض في عدد سكّان الأرض, وتلوّث الهواء والأرض والمياه، ونفاد الموادّ الخام في أرضنا، وازدياد التّعاسة في الشّرق الأوسط (مع جميع المساعي الفاشلة لحلّ أزمة مدينة القدس) يجب أن تجعل المسيحيّين الأحياء يقظين٠

يبثّ التّلفزيون يوميّاً تقارير شهود عيان عن الكوارث الرّهيبة في جميع القارّات والمؤتمرات الفاشلة لرجال الدّولة والعلماء تحثنا على الابتهال من أجل الأرض. لقد أصبحت الأرض قرية كبيرة ونحن مسؤولون روحيّاً بعضنا عن بعض. إنّ أكثر من ثلثي سكّان العالم لا يعرفون يسوع ولا إنجيله بعد. هل نقدر أن ننام بهدوء إن كنّا نحن أنفسنا أحياء روحيّاً بينما الجماهير في كل مكان أموات روحيّاً؟ دعونا نطلب توبة عالميّة وانتعاشاً عالميّاً وانتشاراً للإنجيل في القارات كلِّها. يتسلّط الموت الرّوحي على المليارات. نحن موكلون أن نقدِّم حياة يسوع إلى الآخرين ونوقظ الكثيرين من موتهم الرّوحي٠

يسري هذا النّداء أيضاً على كنائس الأقليّة المسيحيّة المحتقَرة. نسأل الرّب أن ينعش هذه الكنائس الجامدة والمفزعة والخاضعة، ونصلّي من أجل رعاتها كي يصبحوا مخلصين في وظيفتهم ضمن اجتماعاتهم ومحيطهم ولا يهاجروا أو يخبئوا أنفسهم٠

يحاول بعض رعاة الكنائس أن يسيروا في الطريق التي فيها أقلّ مقاومة، ويسعون إلى التآخي بين ديانات العالم. لا يرون أنهم بذلك يشرعون في عملية إبادة جماعيّة روحيّة في كنائسهم، فيخنقون البقيّة الباقية من الأحياء روحياً في كنائسهم، فلا برّ ولا سلام مع الله ولا حياة أبديّة بدون المصلوب المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ٠

طعن يسوع في تبخير الرّاعي لنفسه سابقاً لأنّه أشهر اسمه الخاصّ في كلّ مكان ومناسبة كي يتطلّع الجميع إليه، فقال يسوع: "لا يزال بعض المؤمنين في كنيسته، وبدون مجهوداته، يصلّون ويخدمون بالمحبّة ويمجّدون وهم مخبأون ولا يقدّمون أنفسهم في المظاهر، بل يعملون في الخفاء وبهدوء"٠

الصَّلاة: نشكرك أيُّها المخلص الحي، الَّذي يعتني بالخطاة الميتين روحياً. إذ لم ترمِ نجم راعي كنيسة ساردس إلى أسفل، بل حفظته وعالجته وأمرته حتَّى يقوم ويقوّي المشرفين على الموت الرُّوحي، ويفكّر ويتوب بنفسه، ويتغير إلى الحياة في الرُّوح القدس. أحيي يا ربّ كلّ خادم مشرف على الموت الرُّوحي في أيامنا، وساعدنا لئلاّ ندينهم، بل ندين أنفسنا أوَّلا،ً ونتوب لأجل لطف نعمتك العظيمة٠

السؤال : ١٨ ما هي الأوامر الخمسة التي حاول الرَّبّ بها أن يقيم الراعي الميت روحياً؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on September 05, 2012, at 12:38 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)