Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Ephesians -- 044 (The difficult situation of Christian servants and their employers )

This page in: -- ARABIC -- English -- German -- Indonesian -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

تأملات، صلاوات واسألة الرسول بولس الى اهل افسس

الجزء ٣ - مقدّمة في الأخلاقيَّات المَسِيْحِيّة ٤: ١- ٦، ٢٠

الحالة الصَّعبة للعبيد المَسِيْحِيّين وسادتهم (أفسس ٦: ٥- ٨)٠


أفسس ٦: ٥- ٩
٥ أَيُّهَا الْعَبِيدُ, أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ, فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ, بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ, عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللَّهِ مِنَ الْقَلْبِ, خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَمَا لِلرَّبِّ, لَيْسَ لِلنَّاسِ. عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذَلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ, عَبْداً كَانَ أَمْ حُرّاً. وَأَنْتُمْ أَيُّهَا السَّادَةُ, افْعَلُوا لَهُمْ هَذِهِ الأُمُورَ, تَارِكِينَ التَّهْدِيدَ, عَالِمِينَ أَنَّ سَيِّدَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فِي السَّمَاوَاتِ, وَلَيْسَ عِنْدَهُ مُحَابَاةٌ. (أفسس ٦: ٥- ٩)٠

يوجد بين قراء الكِتَاب المُقَدَّس المؤمنين بعض الذين لا يفهمون بل يرفضون بغضب تعليمات بولس ووعوده للعبيد الذين أصبحوا مَسِيْحِيّين. إنهم لا يستطيعون أن يفهموا أنَّ كلَّ رب منزل ميسور في ذلك الزمان كان عنده على الأقل دزينة أو أكثر مِن الجواري والعبيد الذين كان يمتلكهم ويعيلهم ويستخدمهم مثلما نمتلك اليوم ونستخدم العديد مِن الأدوات الكهربائية في المطبخ لتدفئة بيوتنا ولقيادة سياراتنا. عندما اندلعت في رومة ثورة العبيد سرعان ما أخمدها الجيش المجهَّز جيداً. بعد ذلك صُلب عشرة آلاف عبد. وفي أثناء الحكم الأموي المسلم في دمشق كان يُسلَّم كل عام ثلاثون ألف مَسِيْحِيّ مخطوف مِن إيطاليا وإسبانيا إلى الخليفة الحاكم كهبة لله. حتَّى اليوم يُستعمَل العبيد "كعطايا الله الرحيمة" بين المسلمين في السودان. نصح بولس العبيد في زمنه ألاَّ يثوروا لأنَّ مثل هذا العمل سيجلب الصلب للمتمردين. وبدل ذلك شجَّعهم على الوداعة وخدمة المحبة تجاه أسيادهم وسيداتهم حتَّى يمكن ربح بعض ملاك العبيد ليسوع. في البداية أقبل، في بعض الأوساط في منطقة البحر الأبيض المتوسط، العبيد على دراسة الكِتَاب المُقَدَّس أكثر ممَّا أقبل عليها مِمَّن كانوا أحراراً وأغنياء٠

طلب بولس مِن العبيد المَسِيْحِيّين خضوعاً دون قيد أو شرط لمالكيهم، ونصحهم حتى يحل الإجلال والاحترام والخوف والرعدة في قلوبهم البسيطة. كانت خدمتهم لهؤلاء السادة والسيدات المستكبرين خدمةً ليسوع. سمح الرب يسوع بأن يؤسَروا ويباعوا كعبيد، وهم الآن، كعبيده، يخدمون أسيادهم الأرضيين في مكان عيشهم وعملهم. اليوم يصعب علينا فهم مثل هذه العبارات، لكن الرسول آمن بالتحكم المطلق بكل شيء يحدث بواسطة الرب ضابط الكل. كان العبيد المَسِيْحِيّون بالنسبة لبولس دلائل على الخطة الخلاصية الشاملة الكل ليسوع الذي يرسل عبداً مؤمناً إلى بيت السادة والسيدات المتكبرين حتى تلمسهم بركة الله. لذلك قال للمُستغَلِّين والمضطهَدين أنَّ عليهم أن يكونوا مطيعين لسادتهم وأنَّ عليهم أن يعملوا باجتهادٍ ليس فقط في حضور مالكيهم وأسيادهم. كان عليهم أن يعملوا باستمرار مشيئة الله بحضور ربهم يسوع حتى حين لا يكون مرئياً لهم٠

كلمة بولس الجوهرية تسري اليوم أيضاً على جميع الموظفين والمستخدمين وخدَّام المنازل ومعاوني أرباب المنازل الذين لا يقبضون أجراً كافياً لعملهم وخدمتهم، أو للذين يعملون عند أرباب عمل غير ودودين: "خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَمَا لِلرَّبِّ, لَيْسَ لِلنَّاسِ". كان العمل القذر، أو الأسياد الذين لا يُحتملون، بالنسبة إلى رسول الأمم مجرَّد فرصةً أخرى لنشر ملكوت الله بمحبة وفرح وسلام. كانت هذه الفرص النادرة مهيأة مِن قِبَل الله وينبغي تطبيقها بنيَّة حسنة. لم يفكِّر بولس برفاهية المبتلى، بل بخلاص معذِّبيه. وكان هو نفسه قد أخضع نفسه لأسلوب العمل هذا محققاً إياه حتَّى في السِّجن٠

لكنَّ الرسول نطق بكلمة تعزية للعبيد والخدام المتألمين، أي إنَّ الرب القائم مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ سيكافئ كل خدمة أمينة لخدامه وخادماته المبررين. في الدينونة الأخيرة لن يسألهم الديان أساساً عن إيمانهم بل عن أعمال المساعدة التي قام بها أتباعه للمتألمين والمعوزين. كان الأسياد والسيدات الأغنياء في نظر الرسول فقراء ومحتاجين لأنهم كانوا في الواقع مفتقرين روحياً، يشبهون جثثاً مرتدية لباساً رائعاً تتبختر في عرباتٍ جميلةٍ. الخير الذي يصنعه أتباع المسيح لهؤلاء العصاة المتمردين سيُكافأ عنه خدامه في الأبدية (متَّى ١٠: ٤٢؛ ٢٥: ٤٠؛ مرقس ٩: ٤١)٠

وللسيدات والأسياد الأغنياء الذين عندهم عبيدٌ، شهد بولس بالكلام نفسه: "الأعمال الصالحة التي تعملونها للذين تستعبدونهم ستُحسَب لكم، في حال اهتدائكم، في الأبدية". والأعمال الصالحة التي لا تعملونها لهؤلاء التعساء والبؤساء ستُحسب لكم أيضاً في الدَّينونة. لذلك لا تكونوا طغاةً عديمي الضمير، بل أرباب عمل رحماء، لأنَّ الإحصائيات للأبدية تُسجَّل في كل قول وفعل وإهمال للواجب، وهي ستمثِّلكم يوماً ما بتقدير صحيح. لا تُخيفوا مستخدميكم بالتهديد أو العقاب، بل شجِّعوهم على إتمام خدمتهم كلياً وهم مسرورون. إنَّ كلمة شكر تُفلح أكثر من الكثير من الإنذارات القاسية٠

لكن عندما يصبح مالك العبد مَسِيْحِيّاً ويلبس يسوع بمحبته وبره، يصبح امتلاك العبيد مشكلة بالنسبة للسيد. وضع بولس هؤلاء السادة المؤمنين حديثاً في موقع المسؤولية أمام مخلصهم القائم مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. كانوا بحاجة إلى أن يعيدوا النظر في علاقتهم بالعبيد ويقرروا أن يخدموا هؤلاء البائسين وكأنهم يخدمون ربهم نفسه. لم يستطع بولس أن يروِّج لإبطال العبودية أو أن يأمر بذلك وإلاَّ هلكت كنائسه كلها. فمضى إلى الطريق الآخَر، طريق المحبة، مؤكداً أنَّه على كل سيد أن يرى يسوع في عبيده وأن يواصل خدمتهم وكأنه يخدم الله. عند يسوع لا يوجد أي محاباة بين غني وفقير، حر وعبد، رجال ونساء. فوق ذلك فداهم حَمَل اللهِ وكفَّر عن خطاياهم. المسألة الآن هي هل إنهم يدركون محبته أم لا يدركونها، هل يقبلونها ومن ثمَّ يتابعون ليحوِّلوها إلى ثمر روحي في حياتهم٠

صلاة: أبانا الذي في السَّماء، إننَّا نتألَّم مِن ظلم وضيق صدر أرباب العمل والمستخدَمين في الحياة العملية اليومية. دَع هؤلاء يُدركون محبتك وبِرَّك كي تقوم ثورة محبة بتحسين الجو في أماكن العمل وفي البيوت. أعطِ أولادك قوَّةً ليشهدوا لمخلِّصهم يسوع في أماكن عملهم وفي مدارسهم وفي جميع مجالات نشاطهم، آمين٠

:الأسئلة
٢٩- ما رأيك في مشورة بولس الرعاوية للعبيد والخدام في منطقة البحر الأبيض المتوسط في أيامه؟
٣٠- ماذا تعني كلمات الرسول لأرباب العمل اليوم؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on February 03, 2018, at 04:51 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)