Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Ephesians -- 028 (Does Christ dwell in your heart? The “Amen” in the prayers of Paul)

This page in: -- ARABIC -- English -- German -- Indonesian -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

تأملات، صلاوات واسألة الرسول بولس الى اهل افسس

الجزء ٢ - لاهوتٌ مذهبيٌّ لبُوْلُس الرَّسُوْل - ليعيش السَّاميون وأعضاء الكنيسة الرومانية-اليونانية معاً بسلامٍ (أفسس ٢: ١- ٣، ٢١)٠

هل المسيح حالٌّ في قلبك؟ (أفسس ٣: ١٧- ١٩) "الآمين" في صلوات بولس (أفسس ٣: ٢٠- ٢١)٠


أفسس ٣: ١٧- ٢١
١٧ "... لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ, وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ, حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ, وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ, لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللَّهِ" (أفسس ٣: ١٧- ١٩)٠

واصل بولس صلاته وهو في السِّجن. وكان الرَّسول قد طلب قوَّة الرُّوْح القُدُسلقديسيه في أفسس وكذلك لجميع المَسِيْحِيّين بين الأمم الملحدة. وكان روح الله يُحدث شركات كنسية حيَّة حيث كانت قوة الآب السماوي العظيمة تعمل بقوَّةٍ٠

أدرك المجاهد بالصلاة أنَّ روح الآب هو روح الابن أيضاً. المكان الذي يحل فيه هذا الرُّوْح القُدُسفي أحد المؤمنين بالمسيح هو أيضاً المكان الذي يأتي إليه يسوع ليحلَّ فيه. وهذه حقيقةً تحبس الأنفاس لمجرَّد إدراك إعلان الإيمان المذهل هذا أنَّ مخلِّص العالم، وملك الملوك، والذي احتُقر وصُلب، وربّ المجد يرغب في أن يحلَّ فيك وفيَّ للأبديَّة كلِّها. يحتاج هذا الإدراك إلى صمتٍ وتأمُّلٍ وإيمانٍ وشكرٍ. مَن نحن حتَّى يرغب ابن الله في أن يحلَّ فينا؟ بالتأكيد هو الذي طهَّرنا بدمه وقدَّسنا بروحه حتَّى يمكننا أن نَقبله. ومع ذلك يأتي الإدراك والاعتراف إلى شفاهنا: "اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ, لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ" (لوقا ٥: ٨). لكنَّ يسوع يدخل بمحبته وأمانته إلى كل ذي روحٍ تائبٍ. يبقى فيهم ويدمجهم في جسده الرُّوحي. ويبقى علينا فقط أن نشكره ونسجد له، بقدر ما يتعلق الأمر بنا، لأجل قدومه الذي لا نستحقه. إنَّ نعمته تفوق فهمنا٠

يخلق الرُّوْح القُدُسفينا الإيمان والثِّقة كي نقبل يسوع. إنَّ روح الآب والابن هو حياة الله الأبديَّة. لهذه الغاية نفسها مات المسيح حتَّى يمكننا أن نرث حياته. لقد جعلتنا خطايانا بالتأكيد نستحق موتنا وإدانتنا، لكنَّ دم يسوع المسيح قد أحدث فينا نوراً، وأنعم علينا بحياته المقدَّسة (يُوْحَنَّا ٣: ١٥- ١٦، ٣٦؛ ٥: ٢٤؛ ١٠: ٢٧- ٢٨). إنَّ حلول المسيح في خاطئٍ مبرَّرٍ يُحدِّد بدء الحياة الأبديَّة فيه. فيبدأ هذا الشَّخص بالتنفس روحياً وبالصلاة وبالبدء في الحياة حقاً. الإنسان بدون يسوع ميت روحياً، ولكنه بيسوع قائمٌ من الموت (١ يُوْحَنَّا ٥: ١١- ١٣)٠

وهذا الإيمان ليس نظرياً، بل إنَّه يُدرك ذاته بطرقٍ عمليَّةٍ. حين يدخل روح يسوع إلى شخصٍ ما تبدأ محبة الله بقيادته وحثه وتشجيعه. كتب بولس: "... لأَنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوْح القُدُسالْمُعْطَى لَنَا" (رومية ٥: ٥). يحتاج كل مَسِيْحِيّ إلى حفظ هذه الجملة عن ظهر قلب وممارستها في الحياة اليوميَّة. ينبغي ألاَّ نحلم بعد بمحبَّة إلهية بعيدة. فوق ذلك اتخذت هذه المحبة حضوراً جسديّاً في كل شخصٍ يُحب يسوع ويثق فيه، ويأكل كلمته مثلما يأكل خبزه اليومي٠

كتب بولس إلى قادة الكنائس المنزلية في أفسس أنه ينبغي أن يبقوا راسخين في محبة الله كبيتٍ مبنيٍّ على الصَّخر. في النهاية، ليس اللاهوت النظري أو المعرفة الكتابية هما برهان وثمر الإيمان الصحيح، بل خدمة أعمال المحبة العملية التي تُمارَس ببضع كلماتٍ في قدرة المسيح٠

إنَّ كلَّ مَن يحب ويحمد ضمن نطاق الممارسة الروحية هذا يبدأ بإمعان النظر في اتساع وعظمة كنيسة يسوع. مِن الغريب جداً أنه لا الرب يسوع ولا رسله قد صمموا أي بناء كنيسة. لم يجمعوا قط تبرعات لهذا المشروع ولم يشيدوا مادياً أي كاثدرائية؛ بل إنهم عوضاً عن ذلك أسسوا كنائس كثيرة، صغيرة وكبيرة، وأسسوا الهيكل الروحي للثالوث الأقدس. عرض وطول وعمق وعلو هذا الصرح الروحي انتصب أمام عيني بولس وهو ساجدٌ لأبي يسوع المسيح فيما كان يتوسط في الصلاة لأجل قادة الكنائس المسؤولين في إقليم أسيا٠

الهيكل الروحي لا ينمو بحسب قضيب قياس أو زينة ذهبية، ولا يبقى فارغاً أبداً، بل هو مملوءٌ بأناسٍ قد تحققت فيهم محبة المسيح. بهذه الطريقة أحدث رب الأرباب ثورةً قانونيَّةً، ثورةً أصدر فيها "قانوناً جديداً": "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ, أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي, إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ" (يُوْحَنَّا ١٣: ٣٤- ٣٥). مَن يتأمَّل خطب يسوع في العهد الجديد يجد أكثر مِن ألف أمرٍ وأربعة آلاف بيان ملزم قانونياً. اختصر الرَّب هذه القوانين والوصايا كلَّها في جملةٍ واحدةٍ حين قال: "هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ" وبذلك جعل محبَّته قضيب القياس لحياتنا ووجودنا. تستطيع هذه الوصيَّة أن تُحطِّمنا، فمن عساه يحبُّ أقرباءه وأصدقاءه وأعداءه كما أحبَّ يسوع تلاميذه وشعبه العنيد؟ إننا بالطبيعة أنانيون بحيث يحتاج كل شيء إلى الدوران حولنا. أمَّا مَن يتبع يسوع فيتحوَّل إلى خادمٍ محبٍّ أو خادمة أمينة يصبح الكبرياء الموروث فيهما أصغر أكثر فأكثر فيما تزداد فيهما الرحمة الإلهية. كلما مارسنا ما أمرنا يسوع أن نفعله نُدركه أكثر ونُدرك محبته العظمى اللامتناهية التي تفوق كل عقلٍ٠

فوق ذلك، مَن يتابع ليتأمل آخر طلبٍ للرسول الراكع، أن يحلَّ كل ملء الله في المسؤولين عن الكنائس، يجد مناسبةً كي يقلق ثانيةً. مَن يجرؤ على القول إنَّ الله بكل قداسته ومجده يحلُّ فيه؟ بالعامية السوابية في جنوب ألمانيا يميل المرء إلى القول: إنَّ مثل هذا الشخص "مفقوع"٠

بَيْدَ أَنَّ بولس كان يعلم ما كان قد طلب لأجل الكنيسة. إنَّ كامل صفات الآب السماوي تحل في ابنه يسوع المسيح الذي صلَّى في صلاته كرئيس كهنة قائلاً: "وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ" (يُوْحَنَّا ١٧: ١٠). وفي هذا الصَّدد تابع ليُعلن أيضاً: "دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ" متَّى ٢٨: ١٨). وكان قد اعترف سابقاً: "كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي" (متَّى ١١: ٢٧؛ يُوْحَنَّا ٣: ٣٥). وبدون تحفُّظٍ استطاع أن يشهد قائلاً: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ" (يُوْحَنَّا ١٤: ٩). كما أعلن بعدئذ: "الآبُ فِيَّ" (يُوْحَنَّا ١٤: ١٠- ١١). ويؤكِّد هذا الإعلان قوله: "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يُوْحَنَّا ١٠: ٣٠). تشهد اعترافات يسوع هذه أنَّه يمكن ملء اللاهوت كله أن يحلَّ جسديّاً في الهيئة البشريَّة (كولوسي ٢: ٩- ١٠). لذلك مِن القابل للتحقيق والمبرَّر أن يطلب الرّسول أن تحل صفات الآب السماوي أيضاً وأن تتحقق في أولاده. لهذه الغاية نقرأ شهادات واضحة وشفافة للرسل في رسائلهم:

"مَحَبَّةُ اللَّهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوْح القُدُسالْمُعْطَى لَنَا" (رومية ٥: ٥). "وَسَلاَمُ اللَّهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي ٤: ٧). "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللَّهِ" (رومية ٨: ١٤؛ ٥: ٩). "لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللَّهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ" (١ بطرس ٤: ١٤). "بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللَّهِ: فِي قُوَّةِ اللَّهِ، في فرح الله" (٢ كُوْرِنْثُوْس ٦: ٤، ٧؛ رومية ٥: ١١). "لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللَّهِ أَكْلاً وَشُرْباً, بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوْح القُدُس" (متَّى ٥: ٣، ١٠؛ رومية ١٤: ١٧). "الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ" (كولوسي ١: ٢٧). "إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي, وَيُحِبُّهُ أَبِي, وَإِلَيْهِ نَأْتِي, وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً" (يُوْحَنَّا ١٤: ٢٣)٠

مَن يتأمَّل هذه المختارات القصيرة مِن الآيات يؤمن بها ويشكر الله لأجلها، ويقول أخيراً: إذا كان المسيح يحيا في قلوبنا، فمعه إذاً يحل كل ملء اللاهوت بهيئة جسدية. إننا في أنفسنا ومِن تلقاء أنفسنا لسنا هيكلاً لله، بل إنَّ حضور المسيح فينا هو كنزنا وربحنا٠

تكاد قلوبنا وأذهاننا تتفجَّر للحقيقة أنَّ يسوع وأباه يحلان معاً فينا. فنحن لا شيء وصغارٌ جداً، لكنَّ الله المتواضع المثلث الأقانيم يحبنا كثيراً حتَّى إنَّه مرَّة أخرى يُبطل تفاهة وزوالية الإنسان. بالروح وبالإيمان يغلبنا سامحاً لنا أن نصبح أولاده٠

ليس الله بصدد خلق أنانيين روحيين. لم تُكتَب صلاة بُوْلُس الرَّسُوْل إلى قائد كنيسة واحد فقط ، بل وُضعَت بصيغة الجمع، لجميعنا. إنَّ ملء اللاهوت في المسيح لا يتحقَّق أوَّلاً في المؤمنين الأفراد، بل في شركة القدِّيسين، وفي فرح الكنيسة المعزي، وفي أعمال المحبة التي تُمارَس دونما كلام كثير. يُعلَّم في بعض المدارس اليهودية أنَّ صفات الله تُشكِّل معاً مجده. فكل واحدٍ مِن أسمائه أو ألقابه أو مشاعره هو شعاعٌ لمجده العظيم اللامتناهي. وهذا يعني أنه: حيثما تصبح محبَّته وفرحه ومسرَّته وصبره وقدرته وحقُّه منظورةً في فردٍ أو في كنيسةٍ هناك يبدأ ملء اللاهوت يومض. المكان الذي فيه يصبح بعض هذه الصفات منظوراً لمدَّةٍ طويلةٍ هو المكان الذي لا يكون الجوُّ فيه أرضياً بعد، بل سماويّاً. بالنسبة إلى القسم الأكبر يرتبط هذا الجو بانتظام خصوصي لقراءة الكِتَاب المُقَدَّس إلى جانب صلوات الأفراد والرعية عَلَى حَدٍّ سَوَاء، يرافق ذلك الإقرار بالأخطاء والخطايا إلى جانب الرَّغبة في المسامحة المتبادلة الواحد للآخَر. إنَّ حياة "المؤمنين بالمسيح" الرُّوحية ومحبَّتهم وحمدهم هي بمثابة "إنارة" للملء الحاضر لنعمة الله. صاغ يُوْحَنَّا الرسول هذا السِّر في جملةٍ بارعةٍ: "وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا, وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" (يُوْحَنَّا ١: ١٦). لم يستطع بولس، في سكون سجنه، أن يفعل شيئاً سوى الصلاة كي يصبح كل ملء الله حقيقياً ومنظوراً في قادة الكنائس وكنائس أفسس عَلَى حَدٍّ سَوَاء. وتشمل هذه الصلاة الشفاعية أيضاً كنيسة كل فرد مؤمن يستهل صلاته بالقول: "أبانا"٠

الآمين" في صلوات بولس (أفسس ٣: ٢٠- ٢١)٠"

٣: ٢٠ "وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ, بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا, لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ" (أفسس ٣: ٢٠- ٢١)٠

علم بولس واعترف بأنَّ كلَّ فعلنا وتفكيرنا ناقصٌ، وبأنَّ المعرفة التي عندنا محصورةٌ أحياناً وكأنَّها مغلَّفةٌ بضبابٍ كثيفٍ (١ كُوْرِنْثُوْس ١٣: ٩- ١٢). بَيْدَ أَنَّ هذا الصِّدق لم يَنْأَ به عن الثقة بيسوع المجيد والإيمان بأنَّه سيسمع صلاته ويستجيب لها ويواصل فعل أكثر بكثي ممِّا تستطيع اللغة التعبير عنه. "وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا, لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. وَلَكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ, لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللَّهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ" (رومية ٨: ٢٦- ٢٧). بهذا المعنى آمن بولس واعترف في صلاته بأنَّ أبا الرَّب يسوع المسيح كان يعمل أيضاً بقوَّته في ضعف وقصور وأسر رسوله. بواسطة عمل الله فيه تأسس كل ملء اللاهوت عملياً في قادة الكنائس٠

بسبب ثقته صلَّى أن يتمجَّد الآب في الكنيسة بأفسس وكذلك في الكنائس المنزلية المبعثرة في كل مكان مِن الإقليم لأنَّ عِنْدَئِذٍ سيزداد الإيمان والمحبة والرجاء في القديسين كلهم. ولئن أصبحت الكنائس، بالرغم من كل هذا التوسط وهذه الثقة، ضعيفة ومضطهَدة، أو حتى انقطعت عن الوجود، سيظل الرسول السجين متعلقاً بيسوع. صلى أن يتمجَّد الآب بابنه، لأنَّ تمجيده مِن الإنسان فقط غير كافٍ. فوق ذلك إنَّ سر الخلاص والكنيسة ليس مرتبطاً بالزمان أو الأحوال، بل يبلغ مدى بعيداً في الأبدية. ومجد محبة الله الآب والابن والرُّوْح القُدُسفي أولاده لن ينتهي، بل يبقى طوال الأجيال٠

ضمَّ الرَّسول في نهاية "صلاته الربانية" عبارة قصيرة واحدة: "آمين" وكأنَّه يضع ختماً لهذه الصلاة. ولهذه العبارة معانٍ كثيرة في اللغة السَّامية منها: "الأمان، والأمانة، والأمن، والائتمان". بهذه الطريقة تمسك الرسول السجين بسلطان "أبي المجد" و"ربنا يسوع" وقدرته الكلية وأمانته، هذا الآب الذي يثبت في جلاله البهي. كان السجن وحراسه يشكلان الواقع الأرضي. أمَّا الواقع الأعظم فهو حلول ربه السماوي في قلبه الذي جعل كل ضيقة خارجية باهتةً بالمقارنة به. كان الروح يهمس له قائلاً: "الرب حيٌّ وهو يعمل أكثر مما يمكنك أن تطلب أو أن تفهم في حياتك كلها. آمين٠"

:الأسئلة
٣٣- كيف يستطيع المسيح أن يحل في قلوب المؤمنين؟
٣٤- كيف يستطيع ملء اللاهوت أن يتخذ له مسكناً في الإنسان؟
٣٥- ما معنى العبارة "آمين" في ختام الصيغة البولسية "للصلاة الربانية"؟
:٣٦- يرجى حفظ "صلاة بُوْلُس الرَّسُوْل الربانية" وتلاوتها معه

بِسَبَبِ هَذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ, الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ َعَلَى الأَرْضِ. لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ لْبَاطِنِ, لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ, وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ, حَتَّى سْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ, وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ, لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللَّهِ. وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ, بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا, لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ. (أفسس ٣: ١٤- ٢١)٠

١- ماذا نتعلَّم مِن توسُّط بولس لأجل الكنيسة في أفسس؟

٢- كيف لنا أن نُدرك الله بطريقة صحيحة؟

٣- ما معنى العبارة: "أبو المجد"؟

٤- لماذا ينبغي لنا ألاَّ نثق بكل فكرة أو وحي عالمي؟

٥- ماذا يُشكِّل ميراث القديسين في المسيح؟

٦- لماذا رجاؤنا مجيدٌ؟

٧- ما هو جلال قدرة الله؟

٨- كيف تصبح قدرة الله قوية في كنائسنا؟

٩- متى كانت قدرة الله منظورة بشكل خاص في يسوع؟ ماذا تعلِّمنا هذه الحقيقة؟

١٠- إلى أي حدٍّ المسيح هو رب الأرباب، حتَّى عندما يُعذَّب رسله ويُقتَلون؟

١١- ماذا يعني وعد المزمور ١١٠: ١؟

١٢- كيف يكون الرب يسوع رأس كنيسته؟

١٣- ما مغزى حلول ملء الله في كنيسة يسوع المسيح؟

١٤- مَن هو الميت روحيّاً في يومنا وعصرنا؟

١٥- لماذا يخطئ الإنسان كثيراً دون مبالاةٍ؟

١٦- كيف يمكننا أن نحمي أنفسنا مِن مكر الشيطان وأكاذيبه؟

١٧- كيف نجَّانا يسوع مِن سلطان الشَّر؟

١٨- كم هو فاسدٌ الإنسان؟

١٩- ماذا يمكن أن يُخلِّصنا مِن غضب الله؟

٢٠- كيف يستطيع المرء أن يتحرَّر مِن خطيئته؟

٢١- ما الفرق بين حقيقة الخلاص الموضوعي والتخصيص الموضوعي لهذا الخلاص؟

٢٢- كيف نُدرك أنَّ الله يحب جميع الخطاة؟

٢٣- ماذا تعني قيامة يسوع وصعوده إلى السماء لأتباعه؟

٢٤- لماذا لا يقدر أي إنسان أن يخلص بواسطة "أعماله الصالحة" المزعومة؟

٢٥- كيف لبولس أن يقول إنَّ "أعمال القديسين الصالحة" عُيِّنَت ونُفِّذَت مسبقاً مٍِن قِبل الله؟

٢٦- كيف يمكننا أن نعترف بأنَّ "يسوع سلامنا"؟

٢٧- ما الذي يفصل المَسِيْحِيّين مِن يهود وأمم سطحيي التفكير حتى يومنا هذا؟

٢٩- كيف ربط يسوع هذين الفريقين معاً؟

٣٠- ما هما سر القدير المكتوم وقراره؟

٣١- كيف أنجز الله خطة خلاصه وحقَّقها؟

٣٢- كيف لنا أن ندعو الله القدير أبانا؟

٣٣- ما هي القدرة التي طلبها بولس في الصلاة لأجل كنائسه؟

٣٤- كيف يستطيع المسيح أن يحل في قلوب المؤمنين؟

٣٥- كيف يستطيع ملء اللاهوت أن يتخذ له مسكناً في الإنسان؟

٣٦- ما معنى العبارة "آمين" في ختام الصيغة البولسية "للصلاة الربانية"؟

٣٧- يرجى حفظ "صلاة بُوْلُس الرَّسُوْل الربانية" عن ظهر قلب.

كل مَن يتمكَّن مِن الإجابة عن ٢٨ سؤالاً مِن الأسئلة أعلاه بطريقة صحيحة سيستلم مجاناً أحد كتبنا التي تهدف إلى النمو الروحي والتشجيع على الكلمة. يرجى إرسال الأجوبة إلى العنوان التالي

EUSEBIA – Missionsdienste, Postfach 15 01 03, D- 70 075 Stuttgart

Waters of Life Postfach 60 05 13, D-70 305 Stuttgart Germany

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on February 03, 2018, at 04:49 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)