Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Ephesians -- 027 (The renewal of godless ones)

This page in: -- ARABIC -- English -- German -- Indonesian -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

تأملات، صلاوات واسألة الرسول بولس الى اهل افسس

الجزء ٢ - لاهوتٌ مذهبيٌّ لبُوْلُس الرَّسُوْل - ليعيش السَّاميون وأعضاء الكنيسة الرومانية-اليونانية معاً بسلامٍ (أفسس ٢: ١- ٣، ٢١)٠

صلاة بولس الرَّبانية (أفسس ٣: ١٤- ١٦)٠


أفسس ٣: ١٤- ١٦
١٤ "بِسَبَبِ هَذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ, الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ. لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ" (أفسس ٣: ١٤- ١٦)٠

ارتاب بولس في أن تكون له أي فرصة أخرى لزيارة أو خدمة كنائسه في أفسس وما حولها. لذلك صلى أكثر لأجلهم راكعاً قدَّام الله أبينا. وبسلوك الصلاة هذا اعترف بأنَّ التواضع في التوسط لا يجحد المحبة أو يُنكرها، بل إنَّ هذه الصَّلاة تقوِّي محبَّتنا لله القَادِر عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. يجثو الأربعة والعشرون شيخاً الذين حول عرش الله باستمرارٍ أمام القدوس الرحيم كفعل سجود شاكر. وبذلك يعبِّرون عن فرحهم ومحبتهم وتكريسهم له (رؤيا ٤: ١٠- ١١؛ ٥: ٨- ١٠)٠

دعا بولس خالق السماء والأرض القَادِر عَلَى كُلِّ شَيْءٍ "الآب" مؤكِّداً بذلك إعلان يسوع المسيح الذي تكلم في محادثاته في الإنجيل ٢٠٠ مرَّة عن الآب. لم يَنشد حجب أو إخفاء أسماء الله الثلاثمائة والستة والأربعين الأخرى المكتوبة في الكِتَاب المُقَدَّس، بل أكَّد لأتباعه أنَّه يمكن التكلم إلى الله كأبيهم لأجل ذبيحة ابنه الوحيد الكفارية. ويُثبت الرُّوْح القُدُسأيضاً هذا الامتياز الفريد بوصفه ممثِّلهم، صارخاً في قلوب المَسِيْحِيّين المولودين ثانيةً: , "يَا أَبَا الآبُ" (رومية ٨: ١٥- ١٦)٠

إنَّ كلَّ مَن يؤمن بيسوع المسيح ابن الله سينال حقوق البنوَّة التامة. ونتيجةً لذلك يمكنهم أيضاً التحدث إلى الله كأبيهم بواسطة يسوع المسيح. وتكمن في هذا الاسم الحقيقة أنَّ علاقة شخصية قد أُسِّسَت بين الله وأتباع ابنه. ومِن هنا يمكنهم أن يقولوا بمودَّةٍ للعلي: "أبانا الحبيب" عالمين أنَّ صلاتهم ستُسمَع عندما يُصلُّون باسم وروح يسوع (يُوْحَنَّا ١٥: ٧)٠

إنَّ الآب السماوي يحب جميع أولاده المتبنّين والذين جعلهم "مولودين ثانيةً". وهو يعرفهم بأسمائهم ويتفهَّم شخصياتهم وضعفاتهم، ويعتني بهم، ويُخطِّط لهم، ويقودهم عندما يطيعون روحه. ولا يخرجهم خارجاً عندما يهجرونه بحماقتهم وعنادهم، بل ينتظرهم مثلما انتظر الأب ابنه الضال، بل ويهرع لاستقباله ليسهِّل خطوات توبته الأخيرة (لوقا ١٥: ٢٠). إنَّ كلَّ مَن يثق بأبيه ويتوكَّل عليه لن يكون وحيداً أبداً، لأنَّ أمانته أبديَّةٌ. الميزات الوراثية للآب تساعد أولاده على تقديس اسمه في حياتهم (متَّى ٦: ٩). وعلى مَن يريد معرفة المزيد عن أبيه أن يدرس أقوال وأفعال يسوع، لأنَّ له الحق في أن يقول: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ" (يُوْحَنَّا ١٤: ٩)٠

ركع بولس أمام الله داعياً إيَّاه: "الآب الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ" (أفسس ٣: ١٥).حين صلَّى بولس في السِّجن في أثناء المحاكمة المُعلَّقة، كان كثيرون مِن أبناء وبنات الله قد ماتوا بالجسد إلاَّ أنَّهم كانوا راقدين روحياً بسلام أبيهم. كان مِن بينهم بعضٌ مِن الذين اضطُهدوا بواسطة شاول، كاستفانوس ويعقوب، إضافةً إلى جميع تلاميذ يسوع الذين أتموا مسيرتهم. "لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ" (متَّى ٢٢: ٣٢؛ مرقس ١٢: ٢٧؛ لوقا ٢٠: ٣٨). لذلك استطاع بولس أن يقول إنَّ الله هو الآب الشَّرعي لجميع الأولاد المولودين مِن روحه الذين في السَّماء أو الذين ما زالوا أحياء على الأرض٠

كان أوَّل شيءٍ تمنَّاه للقديسين في أفسس وكذلك لجميع المَسِيْحِيّين الذين يعيشون بين الأمم النَّجسة هو قدرة مِن ملئه. فأبوهم الذي في السَّماء هو القدرة الأصليَّة والأساسيَّة خالق وحافظ كلِّ شيءٍ. علم بولس مِن خبرته الخاصَّة أنَّ تدفُّق القدرة مِن الأعالي هو سرُّ الحياة المَسِيْحِيّة المبارَكة. وبدون قدرة الرَّب نحن أموات روحيّاً، أغصانٌ جافَّةٌ في الكرمة الإلهيَّة (يُوْحَنَّا ١٥: ٥- ٧). لم يطلب بولس أفكاراً، أو فهماً لاهوتيّاً، أو معرفةً كتابيَّةً، أو موهبة خطابيَّةً، بل طلب قوَّةً بنَّاءةً، و"كهرباء" سماويَّة، وإكسير حياة روحية، لأنَّه بدون عمل الروح مِن الأعالي لن يحدث شيءٌ في الكنيسة٠

وصف الرَّسول غنى مجد الآب بينبوع الطاقة المباركة الذي يحتاج إليه كل مَسِيْحِيّ. وهذا الينبوع لا يجف قط. ثمَّة الكثير مِن القدرة الكلية مغلَّفٌ في فيضه بحيث يمكن أتباع المسيح جميعاً أن يخزنوا منه يومياً شريطة أن يقرأوا ويدرسوا الكِتَاب المُقَدَّس ثمَّ يترجموا النص إلى صلاةٍ. يمكن كلَّ مَن يشعر بضعف أو مرض روحي أن يهرع إلى مصدر القوَّة الأساسي هذا وهناك يطلب قدرة كافيه مِن الآب له وللآخرين معاً. عندما نصلِّي قائلين: "خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ" (متَّى ٦: ١١) نفتح حنفية القدرة المتدفقة مِن ملء أبينا السماوي في الأعالي، فلا تصلنا هذه القدرة فقط، بل تصل أيضاً جميع الذين ضمن نطاق صلاتنا٠

القوة التي مِن الأعالي هي الرُّوْح القُدُسالذي تحدَّث يسوع عنه قبل صعوده إلى السَّماء: "لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوْح القُدُسعَلَيْكُمْ, وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (أَعْمَال الرُّسُلِ ١: ٨). وهذا الروح يرغب في أن يجري في قلوب ورؤوس وكلى وأقدام وأيدي جميع أتباع يسوع (وليس في عضلاتهم أو محافظ جيوبهم) حتى يصبحوا أقوياء في الإنسان الداخلي المبني بمحبتهم وإيمانهم ورجائهم٠

لم يُروِّج يسوع وبولس لإيمان ضعيف بالرُّوْح القُدُس. ربما كان جسد المؤمنين ضعيفاً، لكنَّ روح الرب يبقى قدرتهم التي مِن الأعالي كما علَّم يسوع بولس قائلاً: "تَكْفِيكَ نِعْمَتِي, لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ (قال بولس) أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي, لِكَيْ تَحُلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ" (٢ كُوْرِنْثُوْس ١٢: ٩)٠

صلاة: أبانا الذي في السَّماء، نحمدك ونشكرك. إنَّ الحقيقة أنَّك قد قبلْتَنا كأولادك وأنك كأبينا السماوي تعتني بنا، تُدهشنا وتُذهلنا. نسجد لك لأنَّ ابنك يسوع قد حقَّق لنا قدرة روحك بموته الكفَّاري لنحيا روحياً ونكون قادرين على خدمتك. دع روحك يوقظ كثيرين مِن الموتى في الخطيئة في أوساط معارفنا حتى يحيوا روحياً بقدرتك الأساسية، آمين٠

:الأسئلة
٣١- كيف لنا أن ندعو الله القدير أبانا؟
٣٢- ما هي القدرة التي طلبها بولس في الصلاة لأجل كنائسه؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on February 03, 2018, at 04:48 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)