Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":
Home -- Arabic -- Acts - 004 (Introduction to the Book)
This page in: -- Albanian -- ARABIC -- Armenian -- Azeri -- Bulgarian -- Cebuano -- Chinese -- English -- French -- Georgian -- Greek -- Hausa -- Igbo -- Indonesian -- Portuguese -- Russian -- Serbian -- Somali -- Spanish -- Tamil -- Telugu -- Turkish -- Urdu? -- Uzbek -- Yiddish -- Yoruba

Previous Lesson -- Next Lesson

أعمال الرسل - في موكب إنتصار المسيح
سلسلة دروس كتابية في أعمال رسل المسيح
الجزء الاول: أساس الكنيسة الأصليّة في أورشليم، اليهودية، السامرة، وسوريا (الأصحاح ١ - ١٢)٠
أولاً: نشأة ونموّ الكنيسة الأصليّة في أورشليم (الأصحاح ١ - ٧)٠

١ - افتتاحيّة السِفر وآخر مواعيد المسيح (١:١ - ٨)٠


أعمال ٦:١-٨
٦ أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ، يَا رَبُّ، هَلْ فِي هَذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيل. ٧ فَقَالَ لَهُمْ، لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، ٨ لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ٠

ما كان التلاميذ قد حصلوا على الرّوح القدس بعد، لمّا تقدّموا بهذا السؤال الدنيوي السياسي إلى يسوع، حيث كانوا لا يزالون مفتكرين بقومّيتهم اليهوديّة، ومركزهم في القدس؛ فتصوّروا أنّ المسيح الملك المُقام مِن الأموات سيملك في مجد وبهاء، ويحكم مِن هناك الشّعوب كلّها. وللعجب فإنّ المسيح لم يرفض هذا السؤال مطلقاً، بل أثبت المملكة الإلهيّة الآتية بلا شكّ، ولكنّه أوضح لرسله أَنَّ إِنشاءَ هذه المملكة السَّماوية لا يتمّ حسب تصوّراتهم البشريّة، ولا في زمنهم الحاضر٠

إنّ لله تخطيطاً خاصّاً، وهو قد أبصر منذ الأزل تاريخ الشّعوب أمامه، وأعطى كُلَّ قبيلة وأمة وقتاً للتوبة النصوح والإيمان الحيّ، وحدّد زمن صبره تحديداً. ولكنّ مسيرة التاريخ المعيّنة هذه لا تقف أمامنا كقضاء مهلك وقدر مخيف، لأنّنا عالمون أنَّ أبانا هو الّذي عيَّن مسيرة الأزمنة المكتوبة، فنعرف أنّ محبّته عملت وتعمل الخير للعالم، ولأنّ محبّته هي مالكة للأزمنة، لا نخاف شيئاً، فأبونا هو الحاكم والسُّلطان الحقّ، وكلّ الأعمال الثوريّة وجمع الأسلحة، لا تجدي فتيلاً، ولا تغيّر تنفيذ خطّته، لأنّ ملكوته سيأتي ليس روحيّاً مستتراً فقط، بل ظاهراً مجيداً قاهراً، وسلطان الله هذا مبني على المحبّة والحقّ، وليس على اللامبالاة والظّلم، فمَن يعرف الله أباً يفرح للمستقبل٠

فقد حذف المسيح كلّ الأفكار السياسيّة مِن عقول تلاميذه، وأعدّ أتباعه لموعد الآب الجوهري، وسمّى تنفيذه نيلاً للقوّة. هل تعلم أنّك ضعيف وأنّك ستموت ككلّ النّاس، لأنّك فانٍ غبيٌّ قبيحٌ شرّيرٌ بالنسّبة إلى مجد الله وقداسته وحكمته؟ إِنَّ قدرته لا تحلّ على إنسان طبيعي، وأنت لا تستطيع إصلاح ذاتك بذاتك، لأنّك ضعيف ككلّ النّاس وعبد للخطيئة، إِنَّ عمل المسيح الأوّل لإنشاء مملكته المستترة، هو إعطاء قوّة لأتباعه. والكلمة اليونانيّة للقوّة تعني "ديناميت"، فقوّة الله تفجّر قلوبنا المتحجّرة، وتجعل فينا قلوباً رحيمة، وتغلب أذهاننا القاسية، لنفكّر أفكار الله. فهبة الله السماويّة لأجل المؤمنين بالمسيح، هي قوّته الخاصّة الّّتي خلق بها العوالم الظاهرة في يسوع٠

فهل حصلت على قوّة الله، أم أنك لا تزال ميتاً في الخطيئة؟ هل تعيش في محبّة الآب، وتستطيع كلّ شيء في الّذي خلّصك؟ إنّ قوّته تكمل في ضعفك، وصلاة البارّ تقتدر كثيراً في فعلها. وقوّة الله ليست سرّاً، بل إِنّها الرّوح القدس نفسه، الرّوح الّذي هو مِن الأزل وإلى الأبد، أحد الأقانيم الثلاثة في الله الواحد، المستحقّ سجودَنا وتسليمَنا. فنسجد لهذا الرّوح الإلهي بكلّ فرح وشكر، ونعظّم هذا النُّور مِن الآب والابن، لأنّه حلّ حقّاً فينا نحن المساكين، وأكّد لنا خلاصنا في المسيح، وفتح لنا أعيننا الباطنيّة على حقيقة الله، إنّه أبونا السماوي، فليس إنسانٌ طبيعيٌّ يحمل هذا الجوهرَ الإلهيَّ في ذاته تلقائيّاً، بل إنّه يأتي مِن خارج دنيانا، فينير أحبَّاءَ المسيح، ويملأهم بحياته ومحبّته وسلامه٠

فليس أحد يقدر أن يسمّي المسيح ربّاً، إلاّ مَن يُرشده روح الحقّ، الّذي يؤسس فينا الإيمان الصحيح. وروح الابن يفتح لنا أفواهنا ويعلّمنا نطق اللّغة السماويّة، ويشجّعنا على أن نقول: أبانا الّذي في السماوات، ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السّماء كذلك على الأرض. فهل انفتحْت لهذا الرّوح الصّالح؟ إنّه حاضرٌ وعازمٌ أن يملأك. والرّوح القدس هو الّذي أقدرَ الرسل غير القادرين أن يدركوا المسيح في ألوهيته وأنشأ الإيمان فيهم، وقادهم ليشهدوا بكلماتهم لحقيقته، وقوّاهم ليعملوا إرادته بتواضع. فالرّوح القدس يجعلنا شهوداً للمسيح؛ فليس ضروريّاً أن نتباهى بتجدّدنا، ونتبختر في ولادتنا الثانية، بل علينا أن ندلّ على مخلّصنا ومجدّدنا، فنعترف بفسادنا، ونشهد بسلطان يسوع لغفران خطايانا، وندل جميع النّاس على أنّ المولود مِن الرّوح القدس هو ابن الله الحقّ، الّذي قدّسنا بدمه ويقوّينا بروحه؛ ونعلم ونؤمن أنّ الرّبّ يسوع يغيّر اليوم كثيرين بروح إنجيله، ويخرج منهم الأرواح الشرّيرة بكلمته، ويبني ملكوته بقلوب منكسرة. ولا ننسَ أنّ كلمة "الشهود" مشتقَّة مِن كلمة "شهداء"؛ فلا نتعجّب إن قام روحُ هذا العالم ضدّنا، فهو قد صلب ربَّنا قبلاً٠

إنّ بزوغ روح الله ابتدأ في أورشليم، وجرى كنار في اليهودية، ووصل إلى السامرة، وتقدّم إلى أنطاكية، وغطّى آسيا الصُّغرى وامتدّ في الوقت نفسه إلى أفريقيا الشماليّة، وأثيوبيا والعراق ودخل اليونان، وفتح العاصمة روما. وقد أدرك لوقا البشير مسيرة نار محبّة الله، وسجّلها لنا في كتابه؛ وها نحن اليوم نضع باسم المسيح مشعل الإنجيل في يدك ونقول لك: أنِر محيطك بمحبّة ابن الله، لأنّكم أنتم نور العالم. ولكن امتحن نفسك أوَّلاً، فهل حصلت على قوّة الله ويسكن الرّوح القدس فيك؟ وإلاّ فانتظر موعد الآب، واطلبه مصليّاً في الإنجيل، حيث تجده موضوعاً مفتوحاً أمامك٠

الصلاة: أيّها الآب، نسجد لك ونحبّك، لأنّك جعلتنا بموت ابنك أولاداً لمجدك المتحقّق فينا بروحك القدّوس. احفظنا في محبّتك. أنت أبونا. نسلّم لك حياتنا شاكرين وطالبين امتلاءنا بروحك القدّوس، ليستنير محيطنا باسم المسيح٠

السؤال: ٤ مَن هو الرّوح القدس، وما هي غايته؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on September 26, 2012, at 08:47 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)