Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 135 (The Empty Tomb)

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم السادس آلام المسيح وموته وقيامته من بين الاموات (الأصحاح : ۲۲: ۱– ۲٤: ٥۳)٠

١٣- القبر الفارغ (۲٤: ۱-۱۲)٠


لوقا ۲٤: ۱-۳
١ ثُمَّ فِي أَّوَلِ اٰلأُسْبُوعِ، أَّوَلَ اٰلْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى اٰلْقَبْرِ حَامِلاَتٍ اٰلْحَنُوطَ اٰلَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. ٢ فَوَجَدْنَ اٰلْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ اٰلْقَبْرِ، ٣ فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ اٰلرَّبِّ يَسُوعَ٠

مِن الغريب أنّ الرجال لم يكونوا أوّل شهود قيامة المسيح بل النساء. فإنّ التلاميذ كانوا قد أقفلوا غرفهم عليهم، خوفاً ورعباً مِن سطوة اليهود. أمّا النساء فدفعتهن محبّتهن للمسيح غالبة كلّ المخاوف. وضحّين بجزء كبير مِن أموالهن لتزيين قبر الفقيد بالزهور والروائح ودهنه بالعطور والطيب. فقد حملن قارورات الطّيب وزهور وأقمشة وأشرطة، وتقدّمن مِن طلوع الفجر فوجاً كبيراً إلى القبر المسدود بحجر مستدير ضخم٠

واحتارت النساء في أمرهن، كيف يستطعن دحرجة الحجر الكبير عن باب القبر، الّذي كان مختوماً أيضاً مِن قبل الدولة. ودفعتهن المحبّة رغم كلّ الصعوبات، ليقدّمن خدمة المحبّة الأخيرة للراقد العزيز. ولمّا وصلن تجمّدن في أمكنتهنّ، إذ شاهدن القبر مفتوحاً والحجر مدحرجاً منزاحاً إلى جانب. فتضاربت أفكارهن في رؤوسهن، متسائلات: ألا يسمحون له حتّى في الموت أنّ يستريح؟ هل فعلوا به شيئاً؟ هل سرقوه؟

ولم يخفن مِن الدخول إلى القبر المفتوح وهن مستاءات بغيظ. ورأين بعجب شديد، أنّ القبر فارغ مِن صاحبه. والعجيب أنّ أكفانه وأقمشته كانت هناك تماماً في موضع جثّته، غير ممزّقة، لأنّ المسيح انسلّ منها ومِن وسط الصخور هادئاً بلا صوت، كما ظهر بعد ذلك لتلاميذه في الغرف المغلقة مجتازاً مِن وسط الجدران.

لم يشاهد أحد مِن النّاس قيامة المسيح، ولكنّ الملائكة شاهدوا. فلا شهود للبشر عن هذه الحادثة مطلقاً. ولذلك فإنّ الربّ يدعو كلّ أتباعه إلى إيمان متجاسر بأعجوبة قيامته، لأنّ الرؤية تأتي بعد الإيمان وليس قبله٠


لوقا ۲٤: ٤ -٧
٤ وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذٰلِكَ، إِذَا رَجُلانِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. ٥ وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى اٰلأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ اٰلْحَيَّ بَيْنَ اٰلأَمْوَاتِ؟ ٦ لَيْسَ هُوَ هٰهُنَا لٰكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي اٰلْجَلِيلِ ٧ قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ اٰبْنُ اٰلإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي اٰلْيَوْمِ اٰلثَّالِثِ يَقُومُ»٠

اضطربت النساء وفزعن، لمّا لم يجدن جسد يسوع! ولم يعرفن ماذا عليهن ان يعملن، وربّما صلّت واحدة منهنّ إلى الله. وفجأة وقف بهن رجلان في ألبسة برّاقة، ووجهاهما كانا كشمس مضيئة. فتجمّدن في أمكنتهن مِن هذه الرؤية، وتقهقرن. وبعضهن ابتدأن بالسّجود إكراماً للأشكال الغريبة مِن العوالم الغير منظورة. فلم يستطعن التكلم أو التفكير. وهذان الملاكان قد أرسلهما المسيح في محبّته للمحتارات، ليوضح لهن الأمر المستحيل، أنّ المسيح الميت هو حيّ حقّ. فسميا المسيح "الحي" وأعطياه نفس الصفة الّتي لله فقط، شاهدين بعظمته الحالّة في المسيح الظاهرة في قيامته. وسألا النسوة لماذا لم يؤمن أنّ رئيس السّلام لا يموت ولا يفنى، بل يعيش إلى الأبد، لأنّ الحياة الأبديّة لن تموت، ولو تفتّت الجسد الضعيف٠

فشهد الملاكان للنساء المستمعات الجامدات، أنّ الله شخصيّاً أقام ابنه، كما الآب يوقظ طفله مِن النوم٠

وأمر رسولا السماء هؤلاء النسوة، أنْ يتأمّلن ويتذكّرن ويعدن التفكير متخلّصات مِن جمودهن، مدركات معنى كلمات يسوع، الّتي نطقها قبل صلبه، أنّه قال مرّات ثلاث بكلّ وضوح، أنّ ابن الإنسان يسلّم إلى أيدي خطاة ويُصلب، ويقوم بلا مانع في اليوم الثالث مِن الأموات منتصراً ظافراً٠

وكلمة (ينبغي)، الّتي قالها المسيح أثناء اقتراب موته، كانت غير مفهومة لأتباعه، لأنّهم لم يفهموا خطّة خلاص الله. فلم يعرفوا الواجب أو الضرورة في موت المسيح مصلوباً لأجل مصالحة النّاس مع الله. ولم يدركوا القيامة كبرهان لازم لقداسة وألوهيّة يسوع. لأنّ الّذي بدون خطيئة فقط، هو قادر أنْ ينتصر على الموت، لأنّ الموت هو أجرة الخطيئة ونتيجتها. وبما أنّ يسوع لم يستسلم لأيّة خطيئة كانت حتّى آخر لحظات حياته، فلم يجد الموت سلطة عليه. فقام المسيح مِن بين الأموات، بريئاً فائزاً ظافراً٠

إنّ قيامة يسوع، هي الدليل الواضح على انتصاره على كلّ التجارب للخطيئة في جسده، ودليل قاطع على فشل الشيطان، الّذي لم يستطع أنْ يسقط البار إلى بغضة وكفر ويأس. وقيامة المسيح برهان أيضاً على ضعف الموت بالنّسبة لحياة الله. وأخيراً الأمر الأهم، وهو أنّ الله، أقام ابنه مثبتاً أنّه رضي بموته كحمل الله عوضاً عن كلّ البشر. هكذا نجد في قيامة المسيح العلامة البارزة للانتصار الإلهي، وبيان الخلاص الكامل. وفي عصرنا الحاضر ما زالت كنيسة في روسيا يجتمع أعضاؤها في عيد الفصح، فيضحكون ملياً حسب طقوسهم على الخطيئة والموت والشيطان والقوّة المغلوبة بالمقام مِن بين الأموات. إنّنا متحرّرون تحرّراً كاملاً. هذا هو سبب فرحنا٠

الصّلاة: نسجد لك، أيّها الربّ يسوع المسيح ونعظّمك ونسبّحك ونفرح، لأنّك حيّ غير ميت، وتسمع صلاتنا، وتجرّنا إلى حياتك. علّمنا أنْ نتيقّن في كلّ لحظة حضورك معنا، وعنايتك بنا. آمين٠


لوقا ۲٤: ٨-۱۲
٨ فَتَذَكَّرْنَ كلاّمَهُ، ٩ وَرَجَعْنَ مِنَ اٰلْقَبْرِ، وَأَخْبَرْنَ اٰلأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ اٰلْبَاقِينَ بِهٰذَا كُلِّهِ. ١٠ وَكَانَتْ مَرْيَمُ اٰلْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَاٰلْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ، اٰللَّوَاتِي قُلْنَ هٰذَا لِلرُّسُلِ. ١١ فَتَرَاءَى كلاّمُهُنَّ لَهُمْ كَاٰلْهَذَيَان وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ. ١٢ فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى اٰلْقَبْرِ، فَاٰنْحَنَى وَنَظَرَ اٰلأَكْفَان مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا، فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ٠

إنّ عقل الإنسان سريعان ما ينسى وهو سطحي دائر حول أفكاره الخصوصيّة. وكثيراً ما نسمع كلمة الله ونفهم تماماً خلاف قصد الربّ منها. ولكن لمّا ذكر الملاكان النسوة بقوّة أشعتهما الإلهيّة أنّ يسوع تكلّم قبل موته عدة مرّات بكلّ وضوح عن قيامته، ابتدأن يتنّورن، أنّهن سيكوننّ شاهدات لأمر غريب هائل مغيّر العالم، وأدركن تدريجياً معنى الكلمة، أنّ يسوع سيقوم حقّاً٠

بعد زوال المباغتة المفاجئة وعودة وعيهنّ إليهنّ. ابتدأت النسوة بتركيز الفكر. وفرحن كثيراً راكضات راجعات إلى التلاميذ، مؤمنات بكلمات الملاكين، متيقّنات بمواعيد المسيح النبويّة. فقد آمنّ منذ أشهر أنّ يسوع هو المسيح الحقّ، وتركن بيوتهن وعائلاتهن، وتبعن الربّ مِن الجليل إلى اليهودّية. ولم يبالين بكلاّم النّاس عليهن، لأنّ يسوع كان قدّوساً وقد حفظهنّ في طهارته. أمّا الآن فإنّه يكافئهنّ ويختارهنّ أول شاهدات لقيامته مِن بين الأموات٠

والبشير لوقا يرينا بدقّة مَن هنّ المبشّرات المختارات هؤلاء. وأعلن أسماءهن بوضوح، أوّلهن مريم المجدلية، الّتي كانت سابقاً ملبوسة، وأخرج الربّ منها سبعة شياطين. فلم تستطع العيش بدون مخلّصها، فأكّد الربّ لها أنّه غير ميت بل حيّ حقّاً٠

والمرأة الثانية المختارة، هي يوّنا. والأغلب أنّها زوجة وكيل عند الملك هيرودس. فاعتبرت مستوى بيتها أخفض مِن عار صليب المسيح. لقد وقفت يوم الجمعة الحزينة مع زميلاتها قرب الصليب وثبتت في اليأس. فالآن صار لها الامتياز لتتأكّد مِن مجد الربّ، بين الأوليات (مرقس ۱٥: ٤۰)٠

وأمّا أمّ يعقوب فلا نعرف ان كانت هي سالومي أمّ يوحنّا ويعقوب ابن زبدي، أو هي أمّ يعقوب ويوسي. وربّما كانت كلّتاهما حاضرة، لأنّه بالإضافة إلى هؤلاء الثلاثة المذكورات وجدت كثيرات مِن أتباع يسوع، اللواتي صار لهن الامتياز برؤية الملاك ومعرفة القيامة٠

والنسوة المفوّضات مِن الملاك بنقل بشرى انتصار المقام مِن بين الأموات، لمّا أخبرن بفرح عظيم التلاميذ ضحكوا عليهن، وسمّوا نبأهنّ أقاويل نسائية بلا معنى وكاذبة. فالرجال بطيئون عادة في الإيمان، ويطلبون براهين ومنطقاً وقوانين علميّة وخبرة، ويريدون تفتيش الأمور وتمحيصها، ورؤية المقام ولمسه قبل أنْ يؤمنوا به وبقيامته. وهذا بالتمام كان سبب عدم إيمانهم، الصادر مِن عقولهم وقلوبهم الغليظة. فلم يترك التلاميذ والأتباع مِن الرجال يسوع يوم الخميس عشاء ويهربوا فقط، بل أنّهم لم يؤمنوا يوم صبيحة الأحد بالرّسالة الملائكية الموجّهة إليهم عن قيامة ابن الله بلسان النساء. إنّهم كانوا يائسين وزعلانين، لأنّ كلّ رجائهم على قيام مملكة الله كان قد انتهى. وكانوا في الوقت نفسه مستكبرين أنْ يأخذوا معرفتهم مِن النساء، وغير مستعدّين لقبول الخبر المستحيل، الّذي لا يدخل رؤوسهم. ولا يتذكّرون وعداً به مِن المسيح نفسه. فعارضوا معاً جذب الرّوح القدس٠

ولكنّ بطرس الّذي انسحق بالتّوبة، وكان قد تضعضع منذ انكاره يسوع وندمه، ولم يعد يثق بذاته ولا بمنطقه ولا بخبرته، قام أخيراً وركض إلى القبر، غير مبال بالحرّاس ولا برؤساء الكهنة، لأنّه شعر قليلاً بإمكانية المستحيل، وانحنى كثيراً أمام الله لمّا دخل إلى القبر. لم ير جثّة يسوع، بل الأربطة غير الممزّقة. وهي موضوعة بعناية ومحفوظة كاملة كشرنقة دودة القزّ وقد فارقتها. فارتجف قلبه للمعجزة وترجرج ذهنه، ولكنّ القفزة إلى الإيمان الجريء بحقيقة القيامة، لم تدخل قلبه. فقد رأى نفسه مرفوضاً هالكاً، لأنّه انكر ربّه انكاراً هائلاً٠

الصّلاة: : أيّها الربّ المقام مِن بين الأموات، نشكرك لأنّك فوّضت النساء اللواتي تبعنك، ليسمعن كلمات الملائكة ويبشّرن بها. نسجد لك، لأنّك حيّ، وتملك مع الآب في الجوهر الواحد. أحينا واجعلنا رسل قيامتك، لنعيش في حياتك ولطفك ونشهد للنّاس كلّهم بصبر عظيم أنّك حيّ وموجود حقّاً٠

السؤال ١٤٣: لِمَ لَمْ يصدق الرسل بشرى قيامة المسيح؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:33 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)