Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 095 (Advice and Warnings About Using Money )

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠

٢٢. نصائح وتحذيرات في استعمال المال (۱٦: ۱ – ۱٨)٠


لوقا ۱٦: ۱٤ - ۱٨
١٤ وَكَان اٰلْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً يَسْمَعُونَ هٰذَا كُلَّهُ، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، فَاٰسْتَهْزَأُوا بِهِ. ١٥ فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمُ اٰلَّذِينَ تبرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ اٰلنَّاسِ! وَلٰكِنَّ اٰللّٰهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ. إِنَّ اٰلْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ اٰلنَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ اٰللّٰهِ. ١٦ «كَان اٰلنَّامُوسُ (الشريعة) وَاٰلأَنْبِيَاءُ إِلَى يوحنّا. وَمِنْ ذٰلِكَ اٰلْوَقْتِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ اٰللّٰهِ، وَكلّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ. ١٧ وَلٰكِنَّ زَوَالَ اٰلسَّمَاءِ وَاٰلأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ اٰلنَّامُوسِ (الشريعة). ١٨ كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ اٰمْرَأَتَهُ وَيَتَزَّوَجُ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَكُلُّ مَنْ يَتَزَّوَجُ بِمُطَلَّقَةٍ مِنْ رَجُلٍ يَزْنِي٠

في زمن المسيح كان في الأمّة اليهودّية نوعان مِن النّاس، زناة عشّارون خطاة دنسون جهلاء، ومقابلهم المتعلّمون الأتقياء، المحتقرون للفريق الأول الغوغائي، ظانّين بأنفسهم أنّهم وحدهم نبلاء أبرار ومقرّبون إلى الله صالحون٠

وكان كلّما أتى يسوع إلى مدينة يحدث الشيء نفسه. المساكين والخطاة والبسطاء يتوبون ويتبرّرون، ولكنّ الأتقياء المنتفخين والمصلين المكتفين تتقسّى أنفسهم ولا يتوبون. فحدثت العجيبة، أنّ الخطاة تبرّروا، بينما الأتقياء بقوا خطاة٠

وقد أصابهم يسوع محطّماً أشكال طقوسهم المرائية، وطعن في سجودهم للمال، وكشف عبوديتهم في قيودهم الذهبيّة. فاستهزأ بيسوع المكشوفون المفضوحون. وأمّا هو فأدان ذهنهم المرائي بشدّة وقال لهم، إنّ الله العليم أبصر كبرياءهم وطمعهم، وعرف كلّ نواحي صميم قلوبهم. فهل تعرف أنت، أنّ الله البصير يدرك كلّ فكرك، ويسجّل كلّ أعمالك في السماء؟ ألا تزال تفكّر أنك إنسان ثمين وجيد وبطل؟ كلّ مَن يرفع نفسه يتضع، لأنّ الله العليم يقاوم المستعلين، إذ بالحقيقة ليس إنسان مخلوق مهماً، كلّنا صغار بالنسبة إلى الله العظيم. فيعتبر تجديفاً أنْ نؤلّه إنساناً ونرفعه صورة كبيرة في غرفنا وشوارعنا ونتكلّ عليه، كأنّه مقتدر لتغيير الأحوال في مجتمعنا. الله هو ضابط الكلّ. ونشبه أمامه ديداناً يرحمها. هل تريد الشهرة، الذكاء، والخبرة، ليعتبرك النّاس كبيراً مهمّاً؟ فتسقط حتماً إلى جهنّم. أو أنّك تفضّل أنّ تبقى صغيراً متواضعاً خادماً مجتهداً ولا يعرف اسمك في المجتمعات، وترفض الغنى والكبرياء؟ عندئذ يقف يسوع إلى جانبك، ويكون هو كنزك وحمايتك ومستقبلك٠

إنّ يسوع يهدم كبرياء المستقيمين، ويريهم أنّه ليس أحد يربح ملكوت الله بأعماله الذاتيّة. والمؤمن وحده يدخل باب السماء. وهذا كان صدمة للشرائعيين، أنّ الزناة والسارقين يتبرّرون بواسطة إيمانهم وحده. فليس عندهم ما يقدّمونه لله، إلاّ الديون والذنوب والندامة والدموع. ولكنّ الله العليم، يفضل استجابة صلاة قلوبهم المنكسرة ألف مرة على ترانيم المتكبرين الّذين يحتقرون الأشرار. إنّ مِن قبل كلمة يسوع ووعوده، قد حصل على مفتاح باب السماء مجّاناً. ويفتحه ويدخل بالإيمان إلى ملكوت الله. ويتعجب كيف سهلت محبّة الله لنا التقدّم إلى القدّوس. فإيمانك قد خلّصك٠

عندئذ تهلّل الفريسيون في قلوبهم ظانّين، أنّهم قبضوا الان على يسوع، لأنّه قال أنّ كلّ إنسان يغتصب نفسه إلى ملكوت الله بواسطة الإيمان فقط. فأبان لهم القدّوس كأنّه يقول: يا أغبياء ومحدودي الفهم. نعم إنّ المؤمن يتبرّر بالنّعمة، ولكنّ هذه النّعمة تغرس في الوقت نفسه الشريعة كلّها في قلبه. فيحفظ الشريعة ليس ببرّه الخاص، بل شكراً وحمداً للبرّ الموهوب له. فالمؤمن في العهد الجديد يرفع الشريعة أعلى ممّا يرفعه أعضاء العهد القديم. فأتباع المسيح يحبون أعداءهم أكثر ممّا يطلبه منهم الشريعة، ويطهرون في قلوبهم بالنّعمة ولا يحفظون وصيّة منع الزنا فقط، بل يصبح المؤمن عفيفاً بكليّته بواسطة الرّوح القدس٠

وبعدئذ أدان يسوع بسيف كلمته أسلوب الطلاق المتحايل بيد الفريسيين، الّذين سمحوا به إنْ أتى المشتكي بشاهدين مبرهنين على دعواه. أمّا المسيح، فأكّد أنّ الزواج غير قابل للطلاق، لأنّ الزوج والزوجة أصبحا وحدة روحيّة مرتبطة بالشعور الباطني عميقاً. فالاثنان لا يصبحان جسداً واحداً فقط، بل يتحدان أيضاً في النفس، لأنّ الامرأة لا تفهم العالم مِن تلقاء نفسها بل بواسطة عيني رجلها. كما أنّ الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بزوجته. فمَن يحلّ الرباط العميق بين قلبين، ولا يقود المختلفين إلى الغفران والتواضع والصلح، يساهم في كسر العهد الزوجي ويكون مذنباً معهما٠

ويسوع يقودنا إلى درجة أعلى من ذلك. ولا يقول: المطلقان صارا حرّين، بل يبقيان دائماً مرتبطين بقلبيهما. فمَن يتزوج امرأة مطلّقة يتجنّى على عهد زواجها السابق، حتّى ولو طلّقت رسميّاً. إنّ نظام الشريعة متّصل عميقاً بطبيعة الله، أكثر ممّا تدركه عقولنا. ولا يجد الإنسان راحة إلاّ أنّ يعيش في ضبط محبّة الله٠

وحتّى الآن نجد نوعين مِن النّاس، مستكبرين ومحبّين المال، وعائشين في الدعارة، مغطين أنفسهم الملوثة بلباس التقوى الظاهرية المرائية، أو الّذين قادهم الرّوح القدس إلى التواضع، وحرّرهم مِن الهموم والطمع، وحرّضهم إلى طهارة المسيح. فيعترفون بخطاياهم خالعين قناع تقواهم، متبرّرين بدم المسيح وحده. فلأي مِن الفرقتين تنتسب أنت؟ أتبقى فريسيّاً مستكبراً، أو خاطئاً متواضعاً، قاده الرّوح القدس إلى الإيمان بالمسيح وخلاصه، ويدخله إلى باب السّماء المفتوح؟

الصّلاة: يا رب احفظنا مِن الرياء ومحبّة المال والكبرياء، وقدنا للاعتراف والحرية مِن النجاسة. أنت القدّوس وسلكت بقداسة على الأرض. نسجد لك ونحبّك ونطلب إليك، أنْ تغيّر ألوفاً مِن أمّتنا بواسطة الإيمان بك، لكي يغصبوا أنفسهم إلى ملكوت الله ويمتلئوا محبّة٠

السؤال ١٠٤: أي نوع مِن النّاس يغتصب نفسه اليوم إلى ملكوت الله. ولماذا؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:26 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)