Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":
Home -- Arabic -- Mark -- 110 (Faith and Baptism in Salvation)
This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Tamil -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

مرقس - من هو المسيح؟

سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس

الجزء التَّاسِع - قيامةُ المَسِيْح مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات (مرقس ۱٦: ۱-۲۰)٠

٧. الإيمان والمَعْمُودِيَّة في الخلاص (مرقس ۱٦: ۱٦)٠


مرقس ۱٦: ۱٦
مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ٠

فسَّر يَسُوْع نتيجة الإيمان بالخلاص. فليس الإيمان مجرَّد فكر، أو منطق، أو تمسُّك بالاعتقاد، بل هو بالأحرى معرفة حياة الله، واختبار قوَّة المَسِيْح، والثِّقة القلبيَّة به، والسَّير معه، والتِّسليم له، وقطع العهد معه، والثَّبات فيه، حتَّى يتحرَّر المؤمن مِن الهموم في مواجهة الموت، ويُبشِّر بعذوبة الحياة الإلهيَّة٠

فالإيمان هو علاقةٌ ناميةٌ في المَسِيْح تتقوَّى بمَحَبَّة متزايدة. فهل لا تزال وحدك، أم ارتبطتَ ارتباطاً أبديّاً بالمَسِيْح؟ أنتَ مؤمنٌ إن استَغنَيْتَ عن حرِّيتك واستقلالك، والتصقتَ بالمَسِيْح مُخلِّصك٠

هل لا تزال أنانيّاً وراغباً في أن تعيش لنفسك؟ لا تخدع نفسك، فأنتَ لستَ حُرّاً، بل عبداً لخطيَّتك وشهواتك وتجاربك. لقد أتى المَسِيْح ليُخلِّصك، فافتح قلبك كُلِّيّاً لخلاصه، كي يلمس ضعفك بيمناه، فيغلب الموت المُهَيْمِن عليك، ويمنحك ثقة ناميةً في محبَّته، حتَّى تنفتح عيناك وترى فَادِيك في جماله وبِرِّه وصلاحه. تعال إلى المُخلِّص اليوم، واثْبت فيه إلى الأبد. أمَّا العلامة الخارجيَّة لتسليمنا الرُّوحي ليَسُوْع فهي المَعْمُودِيَّة باسم الآب والابن والرُّوْح القُدُس. فبهذا القرار الحازم يغرق المعتمد في مَحَبَّة الله، ليموت عن أنانيَّته، ويَعيش في رحاب القُدُّوس٠

هل أنت عائشٌ خارج الله، أم ثابتٌ فيه؟ إنَّ المَعْمُودِيَّة الحقَّة تنقلك مِن الضَّلال إلى وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس، وتُشركك في حياة الرَّب. أمَّا المَعْمُودِيَّة، كممارسة شكليَّة، فهي بالطَّبع لا تنفع شيئاً. فلا بُدَّ مِن الإيمان مع المَعْمُودِيَّة. ولكن إن اعترفتَ بإيمانك، وتمسَّكتَ عمداً بمعموديتك، فلا تخصُّ بعد نفسك، بل تخصُّ الله٠

هل أصبحتَ خاصَّةً لأبيك السَّمَاوِيّ ومسلّماً للمَسِيْح؟ إنَّ مَن يؤمن بتثبيته في ابن الله يختبر تعزية الرُّوْح القُدُس وجريان مَحَبَّة الله في حياته، ويتيقَّن مِن حلاوة الحَيَاة الأَبَدِيَّة٠

كلّ مَن يؤمِن ويعتمد يخلص٠

وهذا الخلاص ابتدأ في الجُلْجُثَة، عندما صرخ المَصْلُوب قائلاً: "قد أُكمل". هُناكَ صالحَ جميعَ البشر مع الله. فكلُّ مَن يَقبل هذا الامتياز يختبر في نفسه الخلاص. وهذا الخلاص شرعيٌّ شاملٌ جميع الناس. قد تمَّ الخلاص، وليس مِن الضَّروري أن يموت المَسِيْح مرَّةً أخرى. وإنَّما هذا الخلاص يتحقَّق في المؤمنين بواسطة إيمانهم. فلا خلاص بدون إيمان. إنَّ التقاءك بالمَسِيْح، وثقتك به يُحقِّقان خلاص الله في نفسك. فإلى جانب الخلاص التامِّ الموضوعيِّ نجد تحقيقَ الخلاص الشَّخصيِّ في الفرد بالإيمان٠

والمَعْمُودِيَّة مِن بداية الخلاص فيك. الرَّب يُريدُك أن تنمو وتنضج، لتأتي بثمرٍ كثيرٍ، فيخلص كثيرون بقدوتك وشهادتك. فخلاصك ليس لنفسك فقط، بَل لِلآخَرين أيضاً٠

إنَّ مَن يختبر الخلاص يخلِّص الآخَرين. وروح الله لا يستقرُّ إلاَّ بخلاص أكبر عَددٍ ممكنٍ مِن البشر. وهو يشاء أن يستخدمك لنشر خلاص المَسِيْح في مُحِيْطك. فاطلب إلى ربِّك أن يُريك مَن ينبغي أن تكلِّمه اليوم عن يَسُوْع وخلاصه٠

اختبر يَسُوْع، في حياته الخاصَّة، أن ليس جميع الناس على استعدادٍ للإيمان. بل هم يُقسُّون قلوبهم، ويمضون عنه، ويَهْزَأون به، ويُبغضونه، ويقاومونه. فليس ثمَّة نموٌّ في الإيمان فقط، بل هُناك أيضاً تناقصٌ ظاهريٌّ في تقسِّي القلوب. فكلّ مَن لا يقبل الخلاص التَّام يُهلك نفسه بنفسه٠

لا يَرفض يَسُوْع إنساناً، أو يُهلكه، لأنَّه هو في ذاته المَحَبَّة. ولكن مَن يرفض خلاصه متعمِّداً، سيُضطرُّ إلى حمل خطاياه الخاصَّة بنفسه. ومَن يُهمل دينونة الله مستهزئاً ستبدأ فيه اليوم دينونة الله. "مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ"٠

المَسِيْح هو الطَّريق الحقّ إلى الخلاص٠

ليس بأحدٍ غيره الخلاص، فلا يوجد دين ولا عقيدة ولا فلسفة ولا حزب يقدر أن يُخلِّصك. لا توجد طرق مختلفة مؤدِّية إلى الله. لا يوجد غير طريق واحدة فقط. وكلُّ مَن يدَّعي بتعدُّد الأديان أو مزجها أو توحيدها كسبيل إلى الله هو إنسانٌ جاهلٌ لا يعرف الحقيقة بل يكذب، لأنَّ المَسِيْح وحده هو الطَّريق والحَقُّ والحياة، وليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلاَّ به. قَد دان يَهُوذَا نفسه وأهلكها لأنَّه انفصل عن المَسِيْح٠

كيف حال قلبك؟ هل أنت مستعدٌّ أن تلبس خلاص الله، وتثبت في ربِّك، وتُحبَّه فوق كلِّ شيءٍ، أم تُهمله وتُنكره وترفضه؟

انتبه. فأنت تقرِّر أن تحيا أو أن تموت، أن تخلص أو أن تهلك. إنَّ كلَّ مَن لا يُؤمن بالمَسِيْح سيُدان. تدفعُنا هذه العبارة الحاسمة مرَّةً أخرى إلى التَّبْشِيْر والمواظبة والصَّبر. الله يَدعو العالم إلى الرُّجوع والإيمان بابنه. فكلّ مَنْ يؤمِن به سَيَحْيَا، ومَن لا يَقبل حياته سَيظلُّ ميتاً في ذنوبه وخطاياه. فأين أنتَ أيُّها القارئُ العزيز؟

الصَّلاَة: نَسْجُدُ لك أيُّها الآبُ القُدُّوس لأجل خلاص ابنك الحبيب. نُعظِّمُك لأنَّك فتحتَ أعيُنَ قلوبنا بواسطة الرُّوْح القُدُس لِنُبْصر أسرار حياتك ونمتلئ بمحبَّتك. قد خلَّصَنا يَسُوْع مِن خَطايانا، ومِن سُلطة الموت، وحِيلة إبليس. عَلِّمْنا أنْ نسلِّم حياةَ يَسُوْع المُعطاة لنا إلى كلّ الّذين يتأوَّهون في الموت والذُّنوب. اخلق إيماناً حَقّاً في الّذين يتديَّنون ويَشتاقون إلى الحَقِّ لِكَي يحيوا ولا يُدانُوا. آمين٠

السُّؤَال ۱۱٢: ما هي عَلاقةُ الإيمان بالخلاص؟٠

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on December 07, 2012, at 11:37 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)