Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":
Home -- Arabic -- Mark -- 093 (Peter Denies Jesus)
This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Tamil -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

مرقس - من هو المسيح؟

سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس

الجُزء الثَّامِن - آلامُ المَسِيْح ومَوتُه (مرقس ۱٤: ۱ - ۱٥: ٤٧)٠

١٠. إنكار بُطْرُس ليَسُوْع (مرقس ۱٤: ٦٦-٧۲)٠


مرقس ۱٤: ٦٦-٧۲
٦٦ وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُس فِي الدَّارِ أَسْفَلُ جَاءَتْ إِحْدَى جَوَارِي رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، ٦٧ فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُس يَسْتَدْفِئُ نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوْع النَّاصِرِيّ. ٦٨ فَأَنْكَرَ قَائِلاً لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ. وَخَرَجَ خَارِجًا إِلَى الدِّهْلِيزِ، فَصَاحَ الدِّيكُ. ٦٩ فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضًا وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ إِنَّ هَذَا مِنْهُمْ. ٧٠ فَأَنْكَرَ أَيْضًا. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُس حَقًّا أَنْتَ مِنْهُمْ لأَِنَّكَ جَلِيْليٌّ أَيْضًا وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ. ٧١ فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ. ٧٢ وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً، فَتَذَكَّرَ بُطْرُس الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوْع إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى

لم يُرِدْ بُطْرُس أن يترك يَسُوْع أبداً. وكان متأكِّداً أنَّه سيَراه منتصرا في آخر لحظةٍ مُعلناً مجده الخاصَّ، كابن الله الغالب، أمام المجمع اليهوديِّ بأعجوبةٍ خارقة٠

وعزم مقدام الرُّسُل على أن يفي بوعده، الّذي قطعه أمام المَسِيْح، أن يُرافقه مهما كلَّفه الأمر، غير عالمٍ أنَّه ما مِن إنسانٍ يستطيع أن يفي نذراً لله بالتَّمام، لأنَّ النُّذور مبنيَّةٌ على الإيمان بالذَّات الضَّعيفة الّتي تفشل في التَّنفيذ والتَّطبيق٠

يستطيع العالم أن يكشف أتباع يَسُوْع بسهولةً وسُرعة، لأنَّ وجوههم تعكس لُطف المَسِيْح، وأخلاقهم تفيض بأقوال نقيَّة عفيفة، فلا يخفى جوهرهم. والعالم يَشعر بروحهم مِن بعيد٠

وهكذا اكتشفت الخادمة البسيطة بُطْرُس المُختبئ الّذي لم يُشارك ربَّه في القيود والعار، بل تبعه مِن بعيدٍ في الليل الحالك، فكان بطلاً جباناً. وهكذا كان الاستعداد للإنكار موجوداً في نفسه منذ البداية. ولأنَّه لم يشأ أن يكتشفه أحدٌ، أخفى اتِّباعه للمَسِيْح بكذبة بيضاء. وهكذا أنكر بُطْرُس معلِّمه بالتَّمام، ونسي اعترافه الموحى به مِن الرُّوْح القُدُس سابقاً، أنَّ يَسُوْع النَّاصِرِيّ هو المَسِيْح ابن الله الحيّ. فضحكت جَهَنَّم مِن إهمال بُطْرُس وحُجَّته الواهية. وكان صياح الدِّيك صدىً لسخرية الشَّيَاطِيْن من ابتعاد مقدام الرُّسُل عن سيِّده. فأصبح بُطْرُس باتِّباعه المُهتَزِّ فريسةً سائغةً بين يدَي أبي الكذَّابين. فهل أنت تؤمن بالمَسِيْح مُخْلِصاً، أم أنَّ إيمانك متردِّدٌ ومتأرجحٌ لعدم ولادتك من الرُّوْح القُدُس؟ لم تكتفِ جَهَنَّم بما أحرزته مِن تقدُّم بواسطة الأكاذيب الصَّغيرة والحجج المتسرّعة، بل أتمَّت انتصارها بقيادة بُطْرُس إلى الرَّفض الظَّاهر، فأنكر معلِّمه أمام المرأة الأُخرى، وأثبت جازماً بكلِّ إصرارٍ وتأكيدٍ أنَّه لم يعرفه قطّ٠

هل كان بُطْرُس مرتعباً مذعوراً، فشاء أن ينأى بنفسه عن الجَلْد والتَّعذيب؟ أم أنَّه احتقر المرأة البسيطة والعبيد الجُهَّال، على أمل أن يُعلن نفسه أمام المجمع فقط، كي يَظهر بمظهَر البطل في اتِّباع المَسِيْح؟

لا نعلم السَّبب بالتَّأكيد. ولكنْ في المناقشة الحادَّة بينه وبين الخادمة، أرهف المصطلون حول النَّار السَّمع لمَّا سمعوا لهجة بُطْرُس وحديثه، فتفرَّسوا فيه، ووجدوا أنَّ طريقة نُطقه تدلُّ حقّاً على أنَّه جَلِيْليٌّ مِن بلد يَسُوْع. ولكنَّ بُطْرُس لم يستغلّ هذه الفرصة الفريدة ليَشهد ليَسُوْع مخلِّصه، ويحدِّثهم عن عجائبه وشِفَاءَاته، كما عاهد يَسُوْع قَبْلاً، بل جعل يلعن نفسه جهراً، ويحلف أنَّه لم يعرف يَسُوْع قطّ٠

هذا هو قصد الشَّيْطَان: أن يقود أتباع يَسُوْع إلى إنكار ربِّهم، ويُسقطهم في إهلاك ذواتهم، كي يتغلَّب على إيمانهم، ويُبعدهم عن يَسُوْع٠

قد عرف يَسُوْع وأبصر هذا الحادث مسبقاً، وأبطل غلبة جَهَنَّم في محبَّته، لأنَّ بُطْرُس لم يُبغضه مِن صميم قلبه، كما فعل يَهُوذَا الخائن، بل أنكره متسرِّعاً، وخوفاً من حدِّ السَّيف. فسقط بسبب فخره الباطل في فخِّ الشَّيْطَان. أمَّا المَسِيْح فكان قد عيَّن مسبقاً صياح الدِّيك تحذيراً لبُطْرُس، أثناء إنكاره الثَّّالث، فاخترق صياح الدِّيك قلبه الهائج، وأدرك إفلاس شرفه، وفهم أنَّه ليس بطلاً بارزاً، بل كذَّاباً أفَّاكاً. فارتعد وخاف من القاضي الأزلي، وانكمش مشمئزّاً مِن نفسه الجبانة، ومِن خذلانه لمعلِّمه وربِّه، وبكى بكاءً مُرّاً٠

وبينما كان يَسُوْع يُضرَب ويُهَان، انتفض مقدام التَّلاَمِيْذ من بكائه، منكسراً لكبريائه، ومنسحقاً بإدراك ذنبه. وابتدأ يَسُوْع، بواسطة هذه النَّدامة، يُجدِّد تلميذه، لأنَّ الإنسان الطَّبيعيَّ لا يستطيع أن يدخل مَلَكُوْت الله إلاَّ بعد التَّوبة النَّصوح، ونكران الذَّات، ومن ثمَّ التَّجدُّد بالرُّوْح القُدُس٠

هل يُذكِّرك صياح الدِّيك بأنَّك من أتباع المَسِيْح؟ احترز مِن اتِّباع المَسِيْح مِن بعيد، كي لا تسقط في تجربة إنكاره فترتكب بذلك خطيئةً شنيعةً. ليت صياح الدِّيك يوقظك مِن نومك العميق في الخطيئة، ويَدفعك للاعتراف الصَّريح أمام المُخلِّص، والبكاء على نفسك المُلوَّثة، فتخلص، وتحيا إلى الأبد٠

الصَّلاَة: أيُّها الرَّبّ يَسُوْع، لستُ أفضل مِن بُطْرُس، وقد أنكرتك ألف مرَّةٍ في مُحِيْط العمل والعائلة والأصدقاء، في خطايا قبيحة. أنت تعرفني. اغفر لي ذنبي، وطهِّرني تطهيراً، وحَرِّرْني مِن ثقتي بذاتي، كي أتَّكل عليك وحدك، مُختبراً قُوَّتك في اتِّباعك. آمين٠

السُّؤَال ٩٥: كيف حدث انكسار بُطْرُس تدريجيّاً

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on December 07, 2012, at 11:15 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)