Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":
Home -- Arabic -- Mark -- 058 (Jesus and the Rich Man)
This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Tamil -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

مرقس - من هو المسيح؟

سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس

الجزء الخامِس - المَسِيْح يُعلن لتلاميذه موتَه وحياتَه (مرقس ٨: ۲٧ - ۱۰: ٤٥)٠

١١. يَسُوْع والشَّاب الغنيّ (مرقس ۱۰: ۱٧-۲٧)٠


مرقس ۱۰: ۱٧-۲٧
١٧ وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِح مَاذَا أَعْمَلُ لأَِرِثَ الحَيَاة الأَبَدِيَّة. ١٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوْع لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا، لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. ١٩ أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا، لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ، لاَ تَسْلُبْ، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ. ٢٠ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي ٢١ فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوْع وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاء وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيْب. ٢٢ فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِينًا لأَِنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ ٢٣ فَنَظَرَ يَسُوْع حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوْت اللهِ. ٢٤ فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيْذ مِنْ كَلاَمِهِ. فَأَجَابَ يَسُوْع أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ يَا بَنِيَّ مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوْت اللهِ. ٢٥ مُرُورُ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوْت اللهِ. ٢٦ فَبُهِتُوا إِلَى الْغَايَةِ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ. ٢٧ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوْع وَقَالَ، عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ، لأَِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ

يريد كلّ إنسان أن يضمن حياته في رفاهية وحرّية، محاولاً جَمْع المال والملك والذَّهب. فيدرس الطَّالب كي يضمن لنفسه وظيفةً أو عملاً يدرّ عليه مالاً وافراً، وتبني الشُّعوب سياساتها على الاقتصاد والتّقدُّم المادِّي، وتؤمِّم بعض الدُّوَل أملاك الأفراد لتجعل الشعب مالكاً للكلّ٠

ولكنْ مَن يفكِّر بخالقه، فيخدمه ويسلِّم له كلّ حياته وأمواله؟ ثمة كثيرون يحاولون خدمة الله والمال معاً، ليضمنوا الرغد والبحبوحة في الحياة الدنيا، والنّعيم في الآخرة؛ وهم خاسرون٠

جاء شابٌّ مُخْلِصٌ إلى يَسُوْع طالباً الخلاص للحياة الأبديَّة. وكم هو جميلٌ أن يهتمَّ شباب اليوم بالرُّوْحَانِيَّات، تاركين الغرور المادي. وكان ذلك الشاب مستعداً للتّضحية والأَعْمَال الحسنة، ودعا يَسُوْع بالمعلِّم الصَّالِح٠

لكنّ المَسِيْح رفض هذا اللقب السَّطحي، وعدَّل المثل الإنسانية في ذهن الشاب قائلاً له: "لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ واحد وهو الله". هل تعلم يا أخي أنَّ هذه الكَلِمَات تدين جميع الناس، وتوبّخهم على شرورهم، ونحن منهم؟

تَطلب هذه الكَلِمَات، في مضمونها، مِن الشاب أن يُدرك ويؤمن أنّ الواقف أمامه ليس معلِّماً صالحاً فحسب، بل هو الله الصَّالِح نفسه. لأنَّ يَسُوْع المَسِيْح هو الرَّاعِي الصَّالِح وابن الله المحب الّذي يطلب منَّا الإِيْمَان بسلطانه المُطْلَق٠

لقد أحبّ يَسُوْع هذا الشاب الّذي حاول بقدرته البشريَّة أن يحفظ وصايا الله بالتَّدقيق ساعياً للتفوق على زملائه في الفضائل والسلوك الطاهر، وهذا بالتمام ما يريده يَسُوْع: أن نتحرَّر مِن قيود الخطيئة، ونبتعد عن صنم المال، ونتَّكل على الله وحده. عِنْدَئِذٍ نكتشف، في نور المَسِيْح، خطايانا المتعدِّدة، وفساد البشر الكامن فينا، ونلتجئ إلى الإمكانية الوحيدة للخلاص: الصَّلِيْب. وهكذا نحصل، بالإِيْمَان، على الحَيَاة الأَبَدِيَّة اليوم٠

ولكنَّ الشاب كان غنيّاً، وفضَّل المال على اتِّباع يَسُوْع. فرفض بهذا الاختبار الرُّوحيات، واعتمد على المادِّيات رغم تقواه الظّاهريّة٠

أيُّها القارئ العزيز، امتحن نفسك بإخلاصٍ. هل تحبُّ المال وتتَّكل على الغِنى والملك والصِّحَّة، فتسقط إلى الهلاك، لأنَّك تبني نفسك على الفاني؟ وهل تُدرك أنَّك بذاتك غنيٌّ جدّاً؟ قُل لي بأيّ ثمنٍ تبيع عينك اليمنى؟ بأيّ مبلغٍ مِن المال تُقيِّم مواهبك وأوقاتك؟ هل شكرتَ اللهَ على كلّ خيراته الّتي وهبها لك؟ إنْ كُنتَ مُخْلِصاً لخالقك، فضَعْ مواهبك كلَّها تحت تصرُّفه سريعاً! لا تُبالِ إنْ كنتَ فقيراً بين الناس، بل اجتهد أن تكون غنيّاً في المَسِيْح الّذي أخلى نفسه مِن غنى مجده، وعاش بيننا مكتفياً بالقليل، متَّكلاً على عناية أبيه السَّمَاوِيّ في كلّ حين. إنَّ مَن يسلِّم نفسه، بإرشاد الرُّوْح القُدُس، لله ولخدمته، يهدي الله إليه ذاته، فيجعل مِن الخاطئ قدِّيساً، ومِن عابد الأوثان ابناً له٠

الصَّلاَة: أيُّها الرَّب يَسُوْع، قد سمَّيتَنا بنيك، وجعلتَنا أولاداً لله أبينا؛ فاخلع مِن قلوبنا مَحَبَّة المال، وانزع مِن عقولنا الاتِّكال على المادِّيات الفانية، وجدِّدْ أتباعك كي لا يتعلَّقوا بالأمور الدّنيويَّة، بل يكتفوا بقدرتك وعنايتك وحضورك. امنحنا، في تجارب الأيام الأخيرة، موهبة تمييز الأَرْوَاح، وطاعة الإِيْمَان، كي لا نضلّ، بل نتبعك وحدك. آمين٠

السُّؤَال ٦۰: لماذا نرى في مَحَبَّة المال والغِنى تجربة تماثل عبادة الأوثان؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on December 07, 2012, at 10:48 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)