Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":
Home -- Arabic -- Mark -- 051 (Coming Down From the Mountain)
This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Tamil -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس

الجزء الخامِس - المَسِيْح يُعلن لتلاميذه موتَه وحياتَه (مرقس ٨: ۲٧ - ۱۰: ٤٥)٠

٤. النُّزول مِن الجبَل (مرقس ٩: ٨-۱۳)٠


مرقس ٩: ٨-۱۳
٨ فَنَظَرُوا حَوْلَهُمْ بَغْتَةً وَلَمْ يَرَوْا أَحَداً غَيْرَ يَسُوْع وَحْدَهُ مَعَهُمْ. ٩ وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُحَدِّثُوا أَحَدًا بِمَا أَبْصَرُوا إِلاَّ مَتَى قَامَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَات. ١٠ فَحَفِظُوا الْكَلِمَةَ لأَِنْفُسِهِمْ يَتَسَاءَلُونَ مَا هُوَ الْقِيَامُ مِنَ الأَمْوَات. ١١ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ لِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً. ١٢ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ، وَكَيْفَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْذَلَ. ١٣ لَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا أَيْضًا قَدْ أَتَى وَعَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ

كلُّنا عائشون على الأرض، ولسنا في السَّمَاء بعد. الموت يتربَّص بنا، والضِّيق والبُغْضَة يُحاصراننا. لقد أدرك التَّلاَمِيْذ هذه الحقيقة بحزنٍ وألَمٍ بعدما رأوا مجد الله في المَسِيْح على الجبل، وكاد اليأس يُسيطر عليهم لولا وجود المَسِيْح معهم، فهو التَّعزية الكبرى لكلّ مؤمِن. ليس المؤمِن وحيداً أو منعزلاً، طالما أنَّ المَسِيْح معه وفيه بواسطة عربون الرُّوْح القُدُس. فالمَسِيْحي المولود ثانيةً لا يُترَك ولا يُهمَل أبداً، وخاصَّةً في الأيَّام الشِّرِّيْرة، بل تُظلِّلُه حماية القدير الّذي يحلُّ فيه، فيحيا مع الله ويَثبُت في محبّته٠

بشَّر المَسِيْح تلاميذه بقيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وشهد لهم قبل موته بنصرته على كلّ قوى الشر في العالم، وأظهر لهم حياته المستترة. لكنَّ التَّلاَمِيْذ لم يفهموا معنى هذه المعجزة، بل ظنّوا أنّ يَسُوْع، كابن الله، يبدأ مباشرةً بإقامة الأَمْوَات، حسب وعده، علامةً لألوهيَّته. وهكذا افتكر اليهود أيضاً، وما زالوا يؤمنون أنَّ المَسِيْح، في مجيئه المجيد، سيُقِيم الأَمْوَات، ويُنشئُ مَمْلَكَة بِرِّه، وعاصمتها أُوْرُشَلِيْم. وعرف الأتقياء أيضاً آنَذَاكَ أنَّ نبيّاً، بروح إيليّا، سيَظهَر ويُمهِّد الطَّريق للمَسِيْح، فيُنزِل ناراً مِن السَّمَاء ليبيد الظّالِمين٠

وبعدما رأى التَّلاَمِيْذ الثّلاثة النَّبِيّ إيليا في رؤيا تحيَّروا وفكَّروا بمجيء مَلَكُوْت الله الوشيك، لأنَّهم لم يُدركوا آنَذَاكَ ضرورة الصَّلِيْب. ولهذا السَّبب أكَّد يَسُوْع لهم مرَّةً أخرى أنه لا بدَّ مِن آلامه وصَلْبه، لأنَّ مَلَكُوْت الله لا يبدأ بالمجد أوَّلاً، بل لا بُدّ ليَسُوْع أن يضع نفسه ويموت نيابةً عن جميع الخطاة والمجرمين. إنّ هذا السِّر لا يدركه العقل البشري إلاَّ بواسطة عمل الرُّوْح القُدُس. فثورة مَلَكُوْت الله لا تُستَهَلُّ بمنطق السلاح والسياسة، بل بالتَّبرير وتقديس المؤمنين كي تحلّ قوَّة الرُّوْح القُدُس فيهم. فهل فهمتَ هذا المبدأ، واختبرته في حياتك؟

كان مجيء يُوْحَنَّا المَعْمَدَان توضيحاً لهذا المبدأ الرُّوحي، لأنَّه مهَّد، بقوَّة دعوته للتَّوبة، طريقَ ربِّه. ولكنَّ المَعْمَدَان أدرك بالرُّوْح القُدُس أنّ المَسِيْح لا يُعمِّد بنار، ولا يبيد الظَّالِمين، بل يحمل خطيئة العالم صامتاً كحَمَل الله. وأخيراً كان على يُوْحَنَّا المَعْمَدَان أن يُدرك أنّ ملكه المَسِيْح لا يُسرع إليه ليُحرِّره من السِّجن، بل يتركه ليُقتَل. وهكذا قطعوا رأس المَعْمَدَان، لأنَّ مَلَكُوْت الله ليس مبنيّاً على كسب ونجاح دنيويّ، بل هو حياةٌ روحيَّةٌ مبنيَّةٌ على الإِيْمَان والثِّقَة، حتَّى في لحظة الموت. لأنّ مَن يثبت في المَسِيْح لن يموت إِلَى الأَبَد٠

الصَّلاَة: أيُّها الرَّبّ يَسُوْع الحيّ، أنت لا تترُكُنا، بل تُرافقنا في كلّ ضيق، وحتَّى في الموت. أنتَ حياتُنا. نشكرك لأنَّك سبقتَنا في طريق الآلام، وجَذَبْتَنا لإنكار أنفسنا. ثبِّتْنَا في أساليب روحك القُدُّوس لكي نحتمل المتاعب بالشُّكر، ولا نستحي باسمك رغم الآلام. آمين٠

السُّؤَال ٥١: ٤- لماذا لم يفهم التَّلاَمِيْذ ضرورة ذهاب المَسِيْح إلى الصَّلِيْب؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on December 07, 2012, at 11:49 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)